تمتاز العربية بميزات شتى ، و شعرها نسيج لغوي خاص ، تحفه إيقاعات موسيقية تنسجم مع ما بثه المبدع فيه من أنساق مضمونية و تجارب شعورية . و ليس أدل على أهمية الإيقاع الشعري من تعريف الشعر – قديماً – بأنه : قول موزون مقفى . و هم بذلک يرمون إلى العروض ، و ما يضفيه على المدلولات والدوال من حسن نغمي رائق . و لم يکن عمل الخليل بن أحمد الفراهيدي إلا دخول في بؤرة هذا الاهتمام . فصاغ نظرية عروضية استقى أصولها من النصوص الشعرية القديمة حتى عصره ، ثم استنبط منها مبادئ و قواعد تشکل إطاراً نظرياً صالحاً للتطبيق على أي نص شعري . ولا يخفى على المتلقي هيمنة النظريات النقدية الغربية الحديثة على نقدنا العربي – قديمه و حديثه – و ما ذاک إلا بفعل عوامل عدة منها : الهيمنة الثقافية و النقدية التي تفرضها هذه النظريات، إضافة إلى ما نجده فيها من مرتکزات معرفية و أدوات إجرائية تخول لممارسيها الدخول في حومة النص الأدبي ، و الوقوف على مکامن إبداعه ، والخروج منه بنتائج مُرضية . وانطلاقاً من تلک الرغبة المُلحة في إيجاد نظرية نقدية عربية ، يرفدها منهج نقدي يطبق تلک الرؤية تکون لحمته و سداه من نتاج الفکر العربي ، فإن الانطلاق يجب أن يولي وجهه شطر تراثنا الأدبي . ومنه کانت فکرة هذا المنهج ، فقد وجدت أن جهد الخليل ، و ما أرساه من قواعد نظرية متمثلة في العروض العربي تصلح لأن تکون منهجاً نقدياً يخوض به القارئ/الناقد غمار النص الشعري ؛ ليقف على منجزه الموسيقي بآليات واضحة دقيقة . لذا ستقف هذه الدراسة عند عمل الخليل ( وما تبعه من دراسات عروضية سارت على نظريته ) محاولة فهم قوانين العمل العروضي ، و آليات اشتغاله و إبراز جوانبه المنهجية ومفاهيمه النظرية ، و أدواته الإجرائية و کيف أنه استوى منهجاً متکاملاً في تناول النص الشعري . و لم تقف هذه الدراسة عند عمل الخليل وحده ، بل أردفت هذا التناول بالاستعانة بمناهج النقد الأدبي المعاصرة بهدف الجمع بين طرفي المعادلة الصعبة ( القديم و الحديث ) و ربطهما معاً في ضفيرة جدلية واحدة ، تنطلق من القديم إلى الحديث و المعاصرة . کما يهدف البحث إلى أن يکون المنهج العروضي الخليلي – کما فصل مقوماته البحث – أداة طيعة في يدي المتلقين للخوض في غمار النص الشعري بأداة عربية أصيلة – في مجملها – ولا يزعم زاعم أن المنهج العروضي منهج فضلة أو إضافي ، بل يقف على أنساق النص المضمونية و الجمالية على السواء ، و هذا ما يبتغيه أي قارئ/نموذجي في تناول النص الشعري . و لکي تتحقق هذه الأهداف على أرض الواقع ، ارتسم البحث خطة عمل تشتمل على أهم المحاور التي يسلکها ليصل إلى النتائج المرجوة ، و ذلک على النحو التالي :
مدخل : النقد و العروض مسوغات الاجتماع
1- العروض عَلَماً للشعر العربي 1-1 بين الشعر و النثر . 1-2 العروض ميزان الشعر العربي . 1-2-1 رکنية الوزن في إقامة الشعر . 1-2-2 حضور الوزن في تعريف الشعر .
2- مرکزية العروض في مفاصل النقد الأدبي 2-1 في الموروث النقدي 2-2 في الدراسات النقدية الحديثة 2-2-1 نظريات عروضية بديلة عن العروض الخليلي 2-2-2 الانفتاح على الدراسات النقدية الحديثة/الإيقاع بديلاً عن العروض الخليلي * ثمار المدخل
المبحث الأول :
العروض الخليلي : نظرية في إيقاع الشعر العربي مقدمة
1- العروض الخليلي : مفاهيم أولية 1-1 حد العروض 1-2 العروض باعتباره عِلْماً
2- المکونات النظرية للعروض الخليلي 2-1 الرؤية 2-2 المرتکزات المعرفية 2-3 المبادئ النظرية 2-3-1 الحرکة والسکون 2-3-2 الوقف والابتداء 2-3-3 تفسير الأصوات
3-الأدوات الإجرائية و المفاهيم ( المصطلحات ) 3-1 التقطيع العروضي 3-2 التغييرات : الزحاف و العلة 3-3 المفاهيم / المصطلحات العروضية
ثمار البحث
المبحث الثاني
مقومات النقد العروضي في الوزن الشعري مقدمة
1- الوزن الشعري . المفهوم ، الوظيفة 1-1 مفهوم الوزن الشعري 1-2 وظيفة الوزن الشعري
2- الخصائص البنائية للوزن الشعري 2-1-1 النسبة العددية / المتحرک إلى الساکن 2-1-2 انتظام التفعيلات 2-1-2-1 معيار المدة 2-1-2-2 معيار البناء 2-2 التناسب الکمي 2-2-1 تغيير النسبة العددية / الانزياح العددي 2-2-2 الانحرافات الترکيبية/الضرورة الشعرية 2-3 التناغم التعبيري/ تخييل المعاني بالأوزان
ثمار المبحث
المبحث الثالث
مقومات النقد العروضي في القافية مقدمة
1- القافية : المفهوم ، الوظيفة 1-1 مفهوم القافية 1-2 وظيفة القافية
2- الخصائص البنائية للقافية 2-1 التشاکل الصوتي - الدلالي للقافية ( العمودي و الأفقي ) 2-2 التعارض مع البعد الصوتي و الدلالي للقافية ( التضمين ) 2-3 الإلزام في القافية 2-3-1 الإلزام المعجمي 2-3-2 الإلزام الصرفي 2-3-3 الإلزام الترکيبي
ثمار المبحث
خاتمة ، بأهم النتائج ، والمقترحات و التوصيات . هذه المباحث اشتملت على التناول العروضي للشعر ، و قد اقتضت الدراسة أن تعتمد على أطر و أدوات المنهج الوصفي ، التحليلي ، کما استعانت ببعض آليات المنهج الأسلوبي و البنيوي ، والتلقي کمرتکزات معرفية و جمالية للوصول إلى النتائج المرجوة .
فهمي محمد غيطاس, منى. (2014). منهج النقد العروضي في تحليل الخطاب الشعري. حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 18(7), 6093-6204. doi: 10.21608/bfag.2014.21596
MLA
منى فهمي محمد غيطاس. "منهج النقد العروضي في تحليل الخطاب الشعري". حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 18, 7, 2014, 6093-6204. doi: 10.21608/bfag.2014.21596
HARVARD
فهمي محمد غيطاس, منى. (2014). 'منهج النقد العروضي في تحليل الخطاب الشعري', حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 18(7), pp. 6093-6204. doi: 10.21608/bfag.2014.21596
VANCOUVER
فهمي محمد غيطاس, منى. منهج النقد العروضي في تحليل الخطاب الشعري. حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 2014; 18(7): 6093-6204. doi: 10.21608/bfag.2014.21596