سورة العصر دراسة في المناسبات والسـمات

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

في کلية اللغة العربية بإيتاي البارود

المستخلص

ولــذا آثرت أن أبدأ رحلة تدبرية فى رحاب السورة الکريمة بحثاً عن مناسبات المعاني فى سياقها الداخلى والخارجي، وعن السمات التي ميزتها، وقد آثرت البحث فى هذا الموضوع لأسباب عدة أهمها :
أولاً: الأسى الذى يعتصر قلبى لحال أمتنا المسلمة؛ فهى تعيش حالة من الضعف يسرى في عروق إيمانها، وعملها، ودعوتها، وأسلمها هذا الضعف إلى هوانها على نفسها قبل غيرها، فتأخرت کثيراً بعدما کانت تتصدر المشهد الحضاري، وتحمل مشاعل النور التي تضئ للدنيا دروب الجهل، وسراديب المجهول. 
وليس بين الأمة وبين صدارة المشهد إلا العودة للمنهج الإلهى، والعيش فى ظلاله، والتقلب فى أنواره . وسورة العصر ـ على وجازتها ـ منهاج  شامل لحياة الإنسانية، يأخذ بيدها ليقيم حرکتها وفق مراد ربها، ويکفل لها النجاة والفلاح فى الدارين .
   ثانياً : ما وقفت عليه من ألوان التناسب بين معاني السورة فى سياقها الداخلي، والخارجي في ترتيب المصحف، وترتيب النزول ، وغير ذلک من المناسبات، والعلاقات التي لا يمکن أن تصل إليها إذا حُبِست السورة فى حدود سياقها الخاص.
والبحث فى المناسبات من أفضل ما يعين على فهم وتدبر القرآن، لأنه يجعلک تقف على السياق الجزئي والکلى للسورة، والسياق المحيط بها، والسياق القرآني العام، ومدى ارتباطها به .
ثالثاً : صنيع الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ إذ اتخذوها شعاراً يجتمعون ثم لا يفترقون إلا عليه، فکان الرجلان إذا التقيا لم يفترقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر ، ثم يسلم أحدهما على الآخر، فأي شيء فيها ليس في غيرها حتى يختارها الصحابة شعاراً لا يفترقون إلا عليه ؟ ولماذا اختاروا لحظة  الفراق لتلاوتها ؟! .
رابعاً : ما روى عن الإمام الشافعي: لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم، وفى رواية: لکفتهم ، فقد أثارت هذه الکلمة فى نفسي رغبة قوية فى دراسة السورة، وتدبرها، ومعرفة السمات التي ميزتها ([1]).
وهذا وغيره دفعنى للعيش فى ظلال السورة الکريمة للوقوف على تناسب معانيها، وسماتها التي ميزتها .
وقد اقتضت طبيعة البحث أن يأتى فى مقدمة، وتمهيد، وثلاثة فصول، وخاتمــــة.
المقدمة : وقد ذکرت فيها أهمية الموضوع، وأسباب اختياره .
التمهيد : وقد تحدثت فيه عن التناسب وأهميته، وتاريخه بصورة موجزة .
الفصلالأول : التناسب فى سياق السورة الداخلى . وفيه مباحث :
المبحث الأول : بين يـدى السورة.
المبحث الثانى: التناسب بين القسم وموضوع السورة.
المبحث الثالث: التناسب بين المطلع والخاتمة.
المبحث الرابع: التناسب بين آيات السورة .
الفصلالثاني : التناسب فى سياق السورة الخارجى . وفيه مباحث :
المبحـث الأول: السورة فى سياقها المصحفى .
المبحث الثانـى: السورة فى سياقها التزيلى .
المبحث الثالـث: السورة ومحورها القرآنى .
المبحث الرابـع : السورة بين السورة التي بدأت بالقسم بالزمان.
المبحث الخامس: بين سورة العصر وسورة التين  .
الفصلالثالث : سمات السورة .
الخاتمة: وفيها أهم النتائج والتوصيات .
7 ـ ثبتبالمراجعوالفهارس .
 
    وختاماً أقـــف بباب الکريم مناجياً راجياً متضرعاً باکيا اللهم يارب الأرباب، يا عظيم الجناب، يا کريم، يا وهاب، يا من إذا سأله المضطر أجاب: اللهم لا تحجب دعوتى، ولا تکلنى إلى حولى وقوتى، اللهم أرنى فى کل أمر من أمور دينى ودنياى الوجه الذى يرضيک عنى، وخذ بناصيتى إليه فلا تصرف وجهى عنه ، اللهم لا تستخرج مِنى إلا ما يرضيک عنى ، وتوفنى وأنت راض عنى برحمتک يا أرحم الراحمين .
 
 
 

الكلمات الرئيسية