ثوابت ومتغيرات الخطاب الديني في الفکر الإسلامي المعاصر (الخطاب الدَعَوِي نموذجًا)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المدرس بقسم الدعوة والثقافة الإسلامية في کلية أصول الدين والدعوة بالمنصورة

المستخلص

فإنَّ الخطاب الديني يشغل حيزًا کبيرًا من کتابات المفکرين والنقاد المنظرين ومحللي أسلوبية الخطاب، حتى الساسة ورجالات الدولة، ولا شک أن ما بوأ الخطاب الديني هذه المکانة الخاصة، هذا الاهتمام المتزايد و الذي أتى مع جملة تحولات مجتمعية وفکرية وعلمية، لخصت في النهاية توجها ملحا لدى المختصين بضرورة الاهتمام بهذه التحولات التي ستطبع الخطاب الديني في ذاته بوجه عام، ومجالاته وإشکالياته بوجه خاص، بالتأثير في المجتمعات الإسلامية وملاحظة التطورات والتغيُّرات المجتمعية المتسارعة وهي ما شکل في نهاية الأمر ملتقى کثير من الجهود العلمية والنقدية لذات الخطاب ومساراته.
ومن هذه الإشکاليات الواجبة الطرح أن مفهوم الثابت والمتغير، وهو من المفاهيم التي فرضت نفسها على الخطاب الديني المعاصر خاصة في وقتنا الحاضر، يستلزم منا دراسة بحذر وتأن؛ نظراً لخطورة هذا الأمر في المجال التشريعي الإلهي لتعلق المسألة بدين الله وشريعته، من هنا تأتى أهمية دراسة موضوع.
ثوابت ومتغيرات الخطاب الديني في الفکر الإسلامي المعاصر (الخطاب الدعوي نموذجا)
وتزداد أهمية الخطاب الديني في عصرنا الحاضر، حيث تزداد وتيرة العلاقات والأحداث المجتمعية في مستواها المحلي والتفاعلات بين الدول والشعوب المختلفة في مستواها الدولي.
وتقود هذه العلاقات والأحداث إلى شعور متزايد بتأثير الخطاب الديني وأهميته، وخاصة التأکيد على أن هذا الخطاب يمثل في نظر البعض مزيداً من التدين أو التمسک الشديد بالمظاهر والسلوکيات الدينية، وفي نظر البعض الآخر يمثل الخطاب الديني قيدًا يجب التحرر منه (في نظر الفريق الآخر).
وبين النظرتين تنشأ رؤية معتدلة ترى إمکانية دراسة الخطاب الديني وفق رؤية معتدلة تعتمد على الإحالة على المصادر الشرعية الأساسية لهذا الخطاب وتراثه ومرجعياته الشرعية وفي نفس الوقت ضرورة النظر إلى حاجات المجتمع وثقافته وتاريخه.
ومن ثمَّ فإنَّ هناک حاجة إلى دراسة مفهوم الثابت والمتغير في الخطاب الديني في إطار الفکر الإسلامي؛ فکانت هذه الدراسة إسهامات ومحاولة لسد فجوة في مجال الخطاب الإسلامي مع محاولة التطبيق في المجال الدعوي کضرورة تکاملية للمجال النظري تمثل حاجة للبحث وضرورة تطبيقية تتيح إمکانية التفاعل المعتدل بين مفهومي الثابت والمتغير .
وتکمن أهمية البحث ودوافعه فيما يلي:
1) تحديد مفهوم ثوابت ومتغيرات الخطاب الديني في الفکر الإسلامي المعاصر.
2) توضيح مجالات وأشکال الخطاب الديني في الإسلام.
3) دراسة ثوابت ومتغيرات هذا الخطاب في الفکر الإسلامي المعاصر.
4) خطورة وأهمية عوامل الثبات والتغير في التشريع الإسلامي.
5) الحاجة الحالية والملحة لمناقشة وبحث مثل هذه القضايا والمفاهيم التي تمس واقع الأمة وحياتها.
أما عن أهداف البحث فإنه يهدف إلى تحقيق الأهداف التالية:
1) تحديد مفهوم الثابت والمتغير في الخطاب الديني.
2) توضيح أسس وأشکال الخطاب الديني الإسلامي.
3) تحديد عوامل الثبات والتغير في الفکر الإسلامي المعاصر.
4) تقديم بعض النماذج الدراسية الدعوية والتي يمکن من خلالها تمثيل مفهوم الثبات والتغير في الفکر الإسلامي (نماذج مختارة).
أما عن المنهج المُتَّبع في هذه الدراسة،
فقد عمد الباحث إلى استخدام منهج علمي يقوم على:
1)      الاستقراء، وهو منهج بحثي قائم على تتبع فکرة الثابت والمتغير في الخطاب الديني للفکر الإسلامي المعاصر.
2)  التحليل، باعتباره منهجاً علمياً اعتمده الباحث وهدف من خلاله إلى تحليل الرؤى ووجهات النظر العلمية في هذه القضية وترتيبها داخل أطر ومحاور توضح صواب الفکرة والتأصيل لأدلتها.

الكلمات الرئيسية