قراءة عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي المتوفى سنة117هـ جمع وتأصيل ودراسة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أصول اللغة في کلية اللغة العربية للبنين بأسيوط

المستخلص

فإن القرآن الکريم هو المصدر الأول للعلوم الإسلامية عامة ، ولعلوم اللغة العربية خاصة، تلک اللغة التي اختارها الله لتکون لغة کتابه العزيز ، الذي
{
لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَکِيمٍ حَمِيدٍ} وعلى هذا فإن أحق ما يُنْفَقُ فيه الوقتُ ، ويُفْنَى فيه العمرُ، ويتنافس فيه المتنافسون ، هو القرآن الکريم الذي بَهَتَ العرب مع مَلْکِهِمْ لنواصي الکلام، وتمتعهم بالفصاحة والبلاغة، فعجزوا أن يأتوا بمثله، أو بسورة من مثله، بل إنهم عجزوا أن يأتوا بآية من مثله.
وهو يشتمل على القراءات المتواترة ـ التي أجمع العلماء على أنها القرآن الکريم ـ التي يُقْرَأُ بها في الصلاة ، وتتلى على أنها قرآن، لأنها وصلت إلينا متواترة بأسانيد صحيحة لا ريب فيها.
وهناک قراءات لم تصل إلينا متواترة ؛ لانقطاع أسانيدها ، وصفت بأنها شاذة لذلک ، إلا أنها کانت في الأزمان الماضية صحيحة يُقْرَأُ بها ، ووجدنا قراءات لبعض الصحابة اختاروها لأنفسهم کقراءة ابن مسعود وأُبيِّ بن کعب وابن عباس وغيرهم .
وهذه القراءات التي وُسِمَتْ بالشذوذ يجوز الاحتجاج بها، حيث إنها " لا تَقِلُّ شأناً عن أوثق ما نُقِلَ إلينا من ألفاظ اللغة وأساليبها، وقد أجمع العلماء على أن نقل اللغة يُکْتَفى فيه برواية الآحاد"([1]) .
يقول السيوطي : " وقد أطبق الناس على الاحتجاج بالقراءات الشاذة
في العربية إذا لم تخالف قياساً معلوماَ، بل ولو خالفته يحتج بها في مثل ذلک الحرف بعينه، وإن لم يجز القياس عليه ، کما يحتج بالمجمع على وروده ومخالفته القياس في ذلک الوارد بعينه، ولا يقاس عليه، نحو: استحوذ ، ويأبى . وما ذکرته
من الاحتجاج بالقراءة الشاذة لا أعلم فيه خلافا بين النحاة."([2]) .
وقد اهتم العلماء بهذه القراءات، فدرسوها من نواح مختلفة ، شرعية ولغوية ؛ مما يؤکد للمتأمل فيها أهمية دراستها، حيث يفسر بعضها بعضاً، لذلک يُشْتَرط في المفسر أن يکون ملماً بالقراءات.

الكلمات الرئيسية