مَقَايِيسُ نَقْدِ الشّوَاهِدِ المَعِيبَةِ في التُّرَاثِ البَلاغِيِّ والنَّقديِّ ( دراسةٌ في فنُون البَدِيع )

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الأزهر

المستخلص

فقد تميّز الدرسُ البلاغي عن غيره من العلوم اللغوية والأدبية، بأنّه يهدف إلى رسم أنجع الوسائل والأساليب التي يعتمد عليها الأديب في التعبير عن غرضه تعبيرًا يتجاوز الإبلاغ إلى التأثير في المخاطب.
لذا فوظيفة البلاغة الأولى، وغايتها الأسمى أن تکون "علمًا بکيفيات التعبير التي تحقق للقول أکبر حظوظ الفعالية والنجاعة والتأثير، ولذلک تهتم بطرق أداء المعنى أکثر من اهتمامها بالمعنى".([1])
وتحقيق هذا الهدف وتلک الوظيفة يحتاج إلى معرفة المقاييس التي تمکّن من أسباب الإجادة، والتمييز بين الحسن والمعيب، والجيد والردئ.
ثم إنّ البحث في المآخذ أو العيوب طريقٌ إلى کشف المحاسن؛ إذْ معرفة الخطأ حرزٌ من الوقوع فيه، وهذا ما أکدّه المرزوقي بقوله: "واعلم أنَّه لا يَعْرِف الجيد من يجهل الرديء، والواجب أن تُعْرف المقابح المُتَسَخّطة کما عرفت المحاسن المرتضاة ". ([2])
ومن هذا المنطق تأتي هذه الدراسة، وعنوانها: ( مقاييس نقد الشواهد المعيبة في التراث البلاغي والنقدي... دراسة في فنون البديع ) ؛ للوقوف على مقاييس العيب في فنون البديع وإبرازها إلى الدرس البلاغي.
ولما کان التحسين في علم البديع مظنة الاتهام بالتکلف والعرضية ؛
قصرتُ الدراسة عليه دون غيره من علوم البلاغة؛ وذلک لإبرازِ حرص العلماء من البلاغيين والنقاد على سلامة هذا الفن من کل ما يُشِينه ويعيبه، وتأکيدهم على ضرورة خلو شواهده من العيوب التي تجعل التحسين ذاتيًا فرضه المعنى واستدعاه المقام.

ولهذا کثرتْ نقداتهم لشواهد البديع، وقد حملت بين طيّاتها أصولًا لمقاييس بلاغية؛ حرصتُ على رصدها، وتصنيفها، إتمامًا للفائدة، وسدًا لحلقة مفقودة في مجال الدراسات البلاغية النقدية.

الكلمات الرئيسية