فقد استخدم التأويل في القرون الأولى بمعنى لا يخرج کثيرا عن معناه اللغوي, الذي يدور حول التدبر والمآل والتفسير، ثم استخدم التأويل في مراحل متأخرة على يد المتکلمين والفلاسفة والصوفية وغيرهم بمعناه الاصطلاحي الذي هو عبارة عن صرف المعنى الظاهر من اللفظ إلى معنى آخر يحتمله، ولعل السبب في اتساع الاستخدام الاصطلاحي للتأويل کان کثرة الخلاف حول مسائل الصفات والأفعال بين المتکلمين من جهة, ومزاعم الفرق الباطنية من جهة أخرى. وبينما التزم السلف والخلف بضوابط للتأويل لا يخرج بها المعنى بالتأويل عن مراد الشرع- مع اختلافهم في مفهومه- استخدمته الفرق الباطنية بلا ضابط، وعلى رأس هؤلاء الباطنية الشيعة المغالون بفرقهم المختلفة وآرائهم المتعددة, فأظهروا الإسلام وأبطنوا الکيد له ولأهله, واستخدموا التأويلات الباطنة للوصول إلى أغراضهم الخبيثة. وقد نهج البهائيون نهج أسلافهم من الباطنية, فجمعوا بين الانحرافات الاسماعيلية والمغالاة السبئية وغيرهم من الفرق الضالة؛ إذ لجأوا إلى التأويلات في اعتقادات البهاء الباطلة, فهو يؤمن بأن کل الرسالات السماوية تتجمع فيه، فهو الممثل الحقيقي لکل الأنبياء، وأنکر کون النبوة ختمت بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم, بل غالى فاعتقد بالحلول وحلول الله فيه, کذلک لا يؤمن البهاء باليوم الآخر, بما فيه من جنة ونار وثواب وعقاب, فکانت تأويلاته باطنية فاسدة لما أورده من نصوص لدعاويه الباطلة. و لم يکن غلام أحمد القادياني بعيدا من البهاء في ادعاءاته الباطلة ومزاعمه الکاذبة وتأويلاته الباطنية الفاسدة, فادعى أنه مجدد عصره وأنه المهدي المنتظر، وادعى النبوة, وأن الله قد حل فيه إلى غيرها من الاعتقادات المنحرفة, وألبس النصوص التي استدل بها تأويلات باطلة. وهذه التأويلات الفاسدة تجرد أصحابها من کل دليل على مزاعمهم, ناهيک عن کشف زيفهم ووضوح مقاصدهم الدنيئة من النيل من الإسلام وأتباعه، کما أنها من أکبر الأدلة على کذب من يدافع عن أصحاب تلک التأويلات من الباطنيين، ويدعي عدم انحراف عقائدهم عن الإسلام, ويدعي " أن تلک الحرکات قد ظلمت على مر العصور, ويزعم أن المفکرين القدامى أعطوا صورة غير صحيحة عن تلک الحرکات, لأنهم لم يتحرروا من قيود العصبية والعنصرية والتعصب المذهبي على حد زعمه, وأن هؤلاء العلماء أجبروا على تشويه کل حرکة أو فرقة إسلامية, ناسبين إليها الکفر والزندقة"([1])، لکل هذا کان موضوع هذا البحث " التأويل والانحرافات العقدية" تقرير حقائق وتفنيد مزاعم", تناولت فيه بعض المذاهب والفرق في العصر القديم والحديث التي تسترت بالإسلام، وأجمع علماء أهل السنة کافة على انحرافهم عنه, وتأويلهم الباطل لنصوصه. وقد جاء البحث في مقدمة وأربعة مباحث, وخاتمة.
أما المقدمة فقد تناولت فيها أسباب اختياري للموضوع وخطتي في البحث.
أما المبحث الأول : فکان عن حقيقة التأويل وأقسامه .
و المبحث الثاني : عن التأويل والانحرافات العقدية في الإلهيات .
والمبحث الثالث : عن التأويل والانحرافات العقدية في النبوات .
والمبحث الرابع : عن التأويل والانحرافات العقدية في السمعيات.
والخاتمة : تناولت فيها أهم نتائج البحث.
محمود عبدالسلام جمعة, عبدالناصر. (2014). التأويل والانحرافات العقدية " تقرير حقائق وتفنيد مزاعم". حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 18(6), 4963-5062. doi: 10.21608/bfag.2014.21635
MLA
عبدالناصر محمود عبدالسلام جمعة. "التأويل والانحرافات العقدية " تقرير حقائق وتفنيد مزاعم"", حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 18, 6, 2014, 4963-5062. doi: 10.21608/bfag.2014.21635
HARVARD
محمود عبدالسلام جمعة, عبدالناصر. (2014). 'التأويل والانحرافات العقدية " تقرير حقائق وتفنيد مزاعم"', حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 18(6), pp. 4963-5062. doi: 10.21608/bfag.2014.21635
VANCOUVER
محمود عبدالسلام جمعة, عبدالناصر. التأويل والانحرافات العقدية " تقرير حقائق وتفنيد مزاعم". حولية کلية اللغة العربية بجرجا, 2014; 18(6): 4963-5062. doi: 10.21608/bfag.2014.21635