تراکيــب نحويــــــة فــي صحيح السُّنة النبوية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس اللغويات في کلية البنات الإسلامية بأسيوط

المستخلص

        الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين ، وبعد :
        فإن المتأمل في اللغة العربية يجدها تمتاز بکثرة مفرداتها ، وتنوعها، فقد جمعت لنا کتبُ المعاجم العربية ما لا يحصى من المفردات ، سواء أکانت أسماءً أم أفعالاً، أم حروفًا، والأسماء متنوعة إلى ثلاثية ورباعية وخماسية، وإلى جامدة ومشتقة ، والمشتقة إلى اسم فاعل، واسم مفعول ، وصيغ مبالغة وصفة مشبهة ... إلخ ، وتنقسم إلى أسماء مفردة ومثنى وجمع، والجمع إلى جمع تصحيح وجمع تکسير ... إلى غير ذلک من أقسام الأسماء المختلفة ، أيضًا الأفعال تنقسم إلى اعتبارات عدة ، وکذلک الحروف ، هناک حروف تختص بالأسماء ، وحروف تختص بالأفعال، ومن حيث العمل .. حروف تعمل وحروف لا تعمل ، کل هذا جعل اللغة ثرية بمفرداتها الکثيرة والمتنوعة، وهذه المفردات منها ما هو مرکب ، ومنها ما هو غير مرکب ، والإفراد أصل، والترکيب فرع، والترکيب قد يکون من کلمتين أو أکثر([1]).
        والترکيب قد يکون إفراديًا – وهو المنوط بهذا البحث – حيث يختص هذا البحث بالترکيب الإفرادي .
        وقد يکون ترکيبًا إسناديًا ، وهو يختص بالجمل، کما سيوضح في التمهيد، والترکيب الإفرادي ، أن تأتي بکلمتين  فترکبهما ، وتجعلهما کلمة واحدة بإزاء حقيقة واحدة ، بعد أن کانتا بإزاء حقيقتين([2])، ويکون في الأعلام وفي غير الأعلام کما سيوضح في التمهيد .
        ويقع الترکيب الإفرادي في أشياء کثيرة في اللغة العربية ، وقلما يخلو بابٌ من أبواب النحو من هذا النوع من الترکيب، فنجده في الأعلام – وهو واقع بکثرة فيها – خاصة الأعلام الإضافية ــ کأبي بکر ، وامرئ القيس، ثم الأدوات، سواء اختصت بالأسماء فتُرکَّب مثلاً (لا) النافية مع اسمها، أم اختصت بالأفعال ، ک‍ (إذما ، وحيثما ... إلخ) ، وفي الأحوال والظروف ، ک‍ ( بيت بيت ، وشغر بغر، وشذر مذر ، ويوم يوم ، ووراء وراء ، وصباح ومساء ) .
  أيضًا الترکيب العددي کــ « خمسة عشر » وغيرها .
  أيضًا في الأساليب ، کأسلوب المدح نحو : « نعمّا و حبّذا» ... إلخ.
  أيضًا في باب النداء کــ « يا ابن أم » ، و « يا ابن عم » ... الخ .
  وأيضًا اسم الفعل ، نحو : عليک ، ودونک ، وکما أنت ... إلخ .
        وهذا ما دفعني إلى الکتابة في هذا الموضوع – لکي ألمّ شتاته ، وأجمع متفرقه ، وأقف على أقوال العلماء فيه ... إلخ .
        هذا وقد أخذت مجال التطبيق – صحيح السُنة النبوية – وأقصد بصحيح السُنة – صحيح الإمام البخاري ، وصحيح الإمام مسلم – فهما أصح کتابين بعد کتاب الله تعالى ، لهذا جعلتهما مجالاً للتطبيق ، فأقوم باستخراج الترکيب ... ثم أقوم بدراسته وتحليله ، وتصنيفه حسب أبواب النحو ، وقد سلکت مسلک الإمام – ابن مالک – في ألفيته ، فقمت بتقسيم البحث حسب ألفية ابن مالک، وذلک لسهولة هذا المنهج وشهرته .
        هذا واقتضت طبيعة البحث أن يأتي في مقدمة ، وتمهيد ، وعشرة مباحث، وخاتمة وعقبتهم بفهرس المصادر والمراجع ثم فهرس للموضوعات .
أما المقدمة فقد تحدثت فيها عن أهمية الموضوع وسبب اختياري له ، والمنهج الذي سرت عليه .
والتمهيد : ألقيت الضوء على مصطلح الترکيب لغة واصطلاحًا ، وما يختص به هذا النوع – الترکيب الإفرادي -.
المبحثالأول : تراکيب الأعلام .
المبحثالثاني : ( لا ) العاملة عمل ( إنَّ ) .
المبحثالثالث : تراکيب الأحوال والظروف .
المبحثالرابع : « إلا » الاستثنائية .
المبحثالخامس : تراکيب أسلوب المدح والذم .
المبحثالسادس: تراکيب أسلوب النداء.
المبحثالسابع: التراکيب في أسماء الأفعال .
المبحثالثامن : تراکيب أدوات نصب وجزم المضارع.
المبحثالتاسع : تراکيب أدوات التحضيض .
المبحثالعاشر : تراکيب العدد وکناياته .
الخاتمة : سجلت فيها أهم ما توصلت إليه من نتائج .
        وبعد ، فأرجو أن أکون قد وفقت في دراسة هذا الموضوع «تراکيب نحوية في صحيح السُّنة النبوية » فإن کان کذلک ، فلله الحمد ، وإن کان غير ذلک فحسبي أني اجتهدتُ ، وأخلصتُ النية لله ، والحمد لله أولاً وآخرًا . وصل اللهم وسلم وبارک على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
                       [وما توفيق إلا بالله عليه توکلت وإليه أنيب] هود/88 .
       
 

الكلمات الرئيسية