العلمانية وخطرها على العالم الإسلامي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية أصول الدين بأسيوط

المستخلص

فلکل عصر قضاياه ، ولکل مجتمع فکر يترجم عن نواياه ، وعلى الرغم من تلک القضايا المتعددة التي يموج بها عصرنا هذا ، إلا أن قضية العلمانية وإن بدأت منذ زمن بعيد إلا أنها أصبحت اليوم هي قضية هذا العصر ، ولا أدل على ذلک من أنها صارت حديث الناس على اختلاف طبقاتهم ودرجاتهم فى العالم کله ولا أقول فى مصر ، ومن ثم فقد آثرت الکتابة فيها کمحاولة متواضعة لکشف ما تنطوي عليه من الدهاء والمکر ، وما تکنه الإسلام وأهله من إرادة الإذلال والقهر، سائلا الله – عز وجل – التوفيق والسداد وأن يکلل ذلک بموفور الثواب والأجر .
مفهوم العلمانية
الحکم على الشيء فرع عن تصوره – هکذا قال علماء المنطق – ومن ثم کان لزاما علينا قبل أن نحکم للعلمانية أو عليها أن نحدد مفهوم هذه الکلمة تحديداَ دقيقاَ ، حتى يکون الحکم صائباً لا مجال فيه للنقد أو الاحتمال .
وقد رأيت من خلال ما وقفت عليه مما کتب عن العلمانية أن هناک خلافا حول الأصل الذى اشتقت منه هذه الکلمة ، حيث ذهب البعض إلى القول بأنها مشتقة من العلم ، بينما ذهب آخرون إلى القول بأنها مشتقة من العالم ، وعلى تقدير إثبات صحة أى منهما يتضح لنا ما يدعو إليه أصحاب هذا المذهب .
والآن فقد حان الشروع فى المقصود ، فنقول بتوفيق الله عز وجل :
جاء فى کتاب " حقيقة العلمانية " ([1]) أن هذه الکلمة " العلمانية " إنما هي ترجمة لکلمة " سيکولاريزم "" secularism"  الإنجليزية ، والتي لها نظائرها فى اللغات الأوربية ، والکلمة مشتقة من الکلمة اللاتينية " سيکولوم" "saculum " وتعنى " العصر " أو " الجيل " أو " القرن " ، أما فى لاتينية العصور الوسطى التي تهمنا فى سياق هذا الفصل فإن الکلمة تعنى " العالم " أو " الدنيا " فى مقابل الکنيسة .

الكلمات الرئيسية