الإعراب و المعنى.. التقاء وتقارب (نماذج مختارة من القرآن الکريم والحديث النبوي الشريف وأشعار العرب وأقوالهم)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية البنات الإسلامية في أسيوط ـ جامعة الازهر

المستخلص

فإن القرآن عربي، ولابد لفَهْمه من فهم اللغة العربية؛ قال ابن تيمية (فالعربية هي لغة الإسلام، ولغة القرآن، ولا يتأتى فهم الکتاب والسنة فهمًا صحيحًا سليمًا إلا بها، فهي من مستلزمات الإسلام وضرورياته، وإهمالها والتساهل بها لا بد أن يضعف من فهم الدين، ويساعد على الجهل به)([1])، ولا يُفْهَم القرآن إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتمُّ الواجب إلا به فهو واجب،: کتب عمر إلى أبي موسى الأشعري- رضي الله عنهما -: "أما بعد، فتفقَّهوا في السنّة، وتفقهوا في العربية، وأَعْرِبوا القرآن؛ فإنه عربي"، وفي موضع آخر عن عمر - يقول أيضا- رضي الله عنه -: (تعلَّموا العربية؛ فإنها تثبت العقل، وتزيد في المروءة)([2]) والعرب حين علموا شرف اللغة العربية آثروا صونها عن التخليط والتحريف فألفوا کتب النحو اهتماما بحفظ محاسن اللغة المشرف مقدارها وإن کنت لست مع الذين يقولون بخطر زوالها أو حتى إقصائها .
فإنّ أسلحة العدوّ مهما کانت حدتها لن تقف أمام قوله تعالى : (إنا نحن نزلنا الذکر وإنا له لحافظون)([3]) ومعلوم لدى الجميع أن القرآن وعاء اللغة فهي محفوظة به . فهي لغة دين - وإن کنا نلتمس لهؤلاء العذر إذ إن سبب ما يرونه هو تزاحم المصطلحات الأعجمية في وقتنا الحاضر- وکما يقال الإعراب فرع المعنى إذ هو سمة بارزة من سمات اللغة العربية بل هو أحد خصائصها التي لا تنفصل عنها وتناوله علماء اللغة قديماً وحديثاً وانقسموا إلى فريقين ما بين مؤيدٍ ومعارضٍ للعلاقة بينه وبين المعنى فمنهم من يرى أن له دوراً في المعنى وهذا رأي العديد من العلماء مستدلين بنماذج مختلفةٍ من القرآن الکريم والحديث النبوي الشريف والأشعار مما يثبت الصلة الوثيقة بينهما ويظهر مدى تأثر المعنى بالإعراب . وهذا ما عرضت له في بحثي  وکان سبباً من أسباب اختياري لهذا الموضوع مستوحية دراستي التي توضح أهمية الإعراب من القرآن الکريم ،والسنة النبوية الشريفة ،وأشعار العرب ، وأقوالهم  على سبيل المثال لا الحصر وکان اختياري لهذه النماذج لشهرتها وکثرة الاستدلال بها في کتب النحو  ومن العلماء من يرى خلاف ذلک ؛أي أنه لم ير أثراً للإعراب على المعنى. مستفيدةً في کل ما عرضت من الدراسات السابقة في هذا المجال.
 
وکان منهجي في البحث أن عرضت بعضاً من النماذج التي تشير إلى أهمية الإعراب حيث تکون بحثي من ثلاثة محاور سبقتها مقدمة وتمهيد  ووليها خاتمة وهو ما يتمثل في العناوين الآتية :-
 
 
 
المقدمة :- وفيها بينت أهمية الموضوع وسبب اختياره ومادة الدراسة له.
التمهيد :- وفيه وضحت معنى الإعراب ومعنى الأثر والمعنى مع الإشارة إلى آراء العلماء في قضية الإعراب وأثره في المعنى مع توضيح ماهية الإعراب في کتب النحو .
المحورالأول :- نماذج من القرآن الکريم .
المحورالثاني :- نماذج من السنة النبوية الشريفة .
المحورالثالث :-نماذج من أشعار العرب وأقوالهم .
الخاتمة:- وفيها بينت أهم النتائج التي توصلت إليها .
ختمت بحثي بقائمة من الفهارس
 
هذا فإن وفقت فمن الله تعالى وبتوفيقه وإن کانت الأخرى فمن نفسي والشيطان وأخيرا أسأل الله بفضله ومنه أن ينفع به ، وأن يتقبله مني ، وأن يجعله خالصاً لوجهه الکريم ، إنه سميع عليم .
 

الكلمات الرئيسية