من بلاغة الدعاء في القرآن الکريم

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قسم البلاغة والنقد ـ کلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر – فرع البنات بالقاهرة

المستخلص

فالدعاء في الإسلام هو: عبادة تقوم على سؤال العبد ربه، والطلب منه، وهي عبادة من أفضل العبادات التي يحبها الله خالصة له، فالدعاء من أعظم وسائل الصلة الإيمانية التي تحقق للمؤمن استعانته بربه، وتيسر له قربه منه، وتعرضه لرحمته، وتجعله في موضع محبته، ومن خلاله يجسد المؤمن العبودية والخضوع، ويستشعر الخشية والخشوع ويستمد من الله القوة لضعفه، والغنى لفقره، والقدرة لعجزه، فالدعاء شأنه عظيم، وأثره کبير، ومعانيه ودلالته واسعة، ومن هنا ندرک عظمة وبلاغة قول الرسول r«الدعاء هو العبادة».
وهذا بحث أقدمه في بلاغة الدعاء في القرآن الکريم، دفعني إليه ما کتبه الشيخ الشعراوي في کتابه "تفسير الشعراوي" عند تحليله لقوله تعالى: ﱡﭐ ﲁ ﲂ ﲃ[الأنعام: ٦٣]، قال: إن الدعاء بالفطرة يتجه إلى الله، والدعاء هو: طلب الشيء، والطلب يقتضي طالبا، ومطلوبا، ومطلوبا منه، والطالب هو من يدعو، والمطلوب منه هو من تدعوه وتسأله، والمطلوب هو: الشيء الذي نتضرع بالدعاء رجاء أن يحدث، والطلب لون من الأمر، لکن إذا ما جاء الطلب من الأدنى إلى الأعلى فلا نقل إنه أمر بل هو دعاء، وفي اللغة عندما نسأل الطالب أن يقوم بإعراب (رب اغفر لي) تجد الذي استذکر دروسه دون تفقه يقول: (اغفر: فعل أمر)، أما الطالب المتفقه في فهم دينه مع إجادة لدراسته فيقول بأدب الإيمان: (اغفر: فعل دعاء)، لأن الطلب إن صدر من الأدنى إلى الأعلى فهو دعاء وإن صدر من المساوي للمساوي فهو التماس، وإن صدر من الأعلى إلى الأدنى فهو أمر.
وبالرغم من أن الأمر من الأساليب الإنشائية الطلبية ويأتي بغرض الدعاء إلا أنني رأيت أن أقوم بدراسة الدعاء دراسة بلاغية للوقوف على أسراره في القرآن الکريم.
وقمت بتقسيم الآيات القرآنية على حسب موضوعاتها، دون التعرض لأدعية الأنبياء في القرآن الکريم، فقد رأيت أن أخصها ببحث مستقل نظرا لأهميتها وخصوصيتها.
واعتمدت في البحث على المنهج التحليلي للآيات للکشف عن أسرارها البلاغية.
والبحث يشمل مقدمة وتمهيداً ، وفصلين:
الفصل الأول : فضل الدعاء.
الفصل الثاني : المأثور من الدعاء.
والخاتمة.
وفهرس المصادر والمراجع.
وفهرس الموضوعات.
هذا وأسأل الله أن يوفقني لما يحبه ويرضاه، وأن يتقبل مني هذا العمل خالصا لوجهه الکريم، والحمد لله رب العالمين ،وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه.

الكلمات الرئيسية