الإجـماع النحـوي دراسـة نظـرية تطـبيقية شرح التسهيل لابن مالک نموذجاً

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالزقازيق

المستخلص

فمما لاشک فيه أن رفعةَ اللغةِ من رفعة أبنائها، کما أن الحفاظَ عليها وتقوية بنيتها هي الشغل الشاغل لکل الأمـم على اختلاف أنواعها؛ فاللغة هي وعاء الحضارات وأساس الثقافات.  
ومن هنا فإن الحفاظ على العربية أمانة في أعناق أبنائها؛ لا يشغلهم عنها شاغل، فأهميتها أکبر من أن تُحصى، فهي لغة القرآن،} إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّکُمْ تَعْقِلُونَ{(2/ يوسف)، ولا سبيل للحفاظ على العربية إلا بالعناية بها، وفهم أسرارها، والوقوف على قواعدها، ولن يکون ذلک إلا من حاملي شرف الانتماء إليها وهم أبنائها، وکذا ممن نوَّر الله قلوبَهم بالإسلام من غير العرب.        
ولا يخفي على کل باحث في مجال علم النحو ما للإجماع النحوي من أهمية بالغة في دراسة علم النحو وأصوله، فالإجماع أصل من الأصول النحوية، والتي يعتمد عليها النحويون في بناء آرائهم وتقريرهم للمسائل النحوية؛ وذلک لمواجهة المخالفين والرد عليهم بالحجة والإجماع.
ولابد للباحثين والدارسين من التمکن من دراسة أصول النحو وتحصيلها؛ لأن تحصيل علم النحو يتوقف على تحصيل أصوله، والتمکن من فهمها فهماً جيداً.
ومن المعلوم أن الأصول النحوية کالسماع، والقياس، والعلة، والاستصحاب، وغيرها قد أُّلف فيها أکثر من مؤَّلف، وقامت عليها العديد من الدراسات البحثية، إلا أن الإجماع وهو من الأصول التي لا يقوم علم النحو إلا من خلاله في کثيرٍ من المسائل؛ لأنه الوسيلة الوحيدة لمواجهة المخالف وإبطال حجته؛ فلم يهتم به الکثير ولم يتجه سوى القليل للکتابة والتأليف فيه؛ وذلک لإبراز أهميته کأصل من أصول النحو، فقد أغفله الکثيرون في کتبهم التي ألفوها خاصة لهذه الأصول، بالرغم من أهميته في الاحتجاج؛ فإجماع الآراء دليل على منع الخلاف، وعلى الجانب الآخر من ذلک فقد اهتم النحويون بالإجماع من الجانب التطبيقي، وهو إيراد الآراء المُجمَع عليها من خلال المسائل النحوية، ولا أدل على ذلک مما أورده الأنباري، وابن مالک، والسيوطي وغيرهم من مئات المسائل المُجمَع عليها عند النحويين.

الكلمات الرئيسية