الدقة التعبيرية والمفارقة التصويرية في معلقة زهير بن أبي سلمى

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية اللغة العربية أسيوط ـ جامعة الازهر

المستخلص

فهذا بحث أدبي فى قصيدة من قصائد الشعر القديم الجديد القديم فى تاريخه ، والجديد فى عطائه الدائم ، بحث فى معلقة زهير بن أبي سلمى، بعنوان " الدقة التعبيرية والمفارقة التصويرية في معلقة زهير بن أبي سلمى" وهو قراءة جديدة لهذه القصيدة تکشف أول ما تکشف عن التشارب والتلاؤم بين فصول القصيدة وأقسامها ، کما تکشف عن التناسب بين البيت والذى يليه مما عرف في النقد الحديث  بوحدة القصيدة .
وقد أردت من هذا البحث أن أؤکد نفي التهم التى اتهم بها شعرنا القديم من التفکک والاضطراب وعدم الترابط مما صدر عن عجلة فى الحکم والدرس، ثم تناقله الناس تناقل المسلمات .
ثم کشفت عن دقة زهير، دقة اختياره للألفاظ المناسبة فى التعبير عما يريد ، وعن دور اختياراته فى تسجيل وتصوير الحدث الذى يتحدث عنه .
کما کشفت عن وجود تقنية فنية فى شعره کان لها دور متعاظم فى قصيدته ، تلک التقنية هي المفارقة التصويرية التى ساعدت زهيرًا على توضيح غرضه ومراده .
 
وقد قسمت بحثي هذا إلى قسمين :
 القسم الأول : عبارة عن : إطلالة عامة على المعلقة شملت الحديث عن: الأحداث التى اکتنفت القصيدة = وقد اقتصرت فيها على ما رأيته دافعًا من دوافع القول = کما شملت نظرة عامة على القصيدة، تکشف عن الترابط بين أقسامها، وعن مراد زهير بکل فصل من فصولها.
والقسم الثاني: من البحث عبارة عن: سياحة تفصيلية فى جنبات المعلقة ، وقد شملت أولا: خطاب زهير لبني عبس وکان خطابه لبني عبس فى فصول المعلقة الثلاثة الأول، وقد دفعني لاعتبار هذا؛ صلة هذه الفصول بأحداث وقعت لبني عبس  وشملت ثانيا: خطابه لبني ذبيان والأحلاف ، وقد استهل کل فصل من فصلي المعلقة الرابع والخامس بتصريح عن هذا الفريق، وکان آخر کلامي عن ختام المعلقة وفصلها الأخير المشتمل على الحکم وقد کشفت عن مدى صلة هذه الحکم بأحداث القصيدة، وانبثاق کل حکمة منها من روح القصيدة .
وقد انتهجت النهج البياني التراثي المعهود؛ المنطلق أولًا مما ذکره الشراح قديمًا ، وکان أهم ما اعتمدت عليه فى الکشف عن جنبات القصيدة کتب أصول اللغة وفقه اللغة، وبها استطعت أن أکشف عن معان عديدة لم يذکرها الشراح من قبل ، وقد أعانني على الوصول إلى الغاية التي أنشد؛ رجوعي إلى کتب البلدان عندما يعوز المقام إليها.
وکانت الرواية المعتمدة عند التبريزي في شرحه للقصائد العشر هي الرواية المعتمدة عندي؛ إذ لم يخطئني فيها الوقوف على ما في المعلقة من ترابط وتناسب. 
وإلى الله أضرع بحمده وشکره والثناء عليه، ومنه أستمد التوفيق وأطلب المزيد، وإليه أبرأ من الحول والقوة، وأصلي وأسلم على سيد الرسل وآله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين. 

الكلمات الرئيسية