حديث القرآن الکريم عن الطير دراسة تحليلية موضوعية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم التفسير وعلوم القرآن بکلية أصول الدين والدعوة الإسلامية بشبين الکوم- منوفية

المستخلص

فإن القرآن الکريم اهتم بالحديث عن الطير قبل أن يهتم العلم الحديث به ويهيئ له المعاهد المتخصصةوالدراسات المتعمقة والأبحاث المستقلة لدراسته ومتابعته ومراقبته للوقوفعلى بعض أسرار حياته وأنماط معيشته منذ ما يزيد علي  أربعةعشر قرناً من الزمان، واعتبره عالماًقائماً بذاته وأمة مثل الأمم الأخــرى يسجد ويسبح بحمده قال تعالي " وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُکُمْ"([1])  وقال تعالي" أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّوَکَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَکَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُکْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ"([2]). وقال تعالي " أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ کُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ"([3])
وقد سمى الله ـ سبحانه وتعالي ـ في القرآن عشرة من الطيور: البعوضة في البقرة، والسلوى في البقرة والأعراف وطه، والغراب في المائدة، والجراد في الأعراف  ، والقمر، والنحلة في النحل ، والذباب في الحج، والنمل في النمل، والهدهد في النمل أيضاً، والفراش في القارعة، والأبابيل في الفيل.([4])
لحکمأرادها الخالق سبحانه و هي التشبيه أو المقارنة أو التعجيز أو لتبيانأضرارها والتحذير منها وتفادي الوقوع في شرها أو لعرض قوة الخالق وقدرته"وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَکِيمُ"([5])وإظهار ضعف المخلوق وهوانه، وکذلک لبيان السخط وفرض العقوبة کما في قوله جلت قدرته: " فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ"([6])
وقد أمر الله ـ عز وجل ـ إبراهيم عليه وعلي نبينا السلام ـ حين سأله أن يريه کيف يحي الموتي بأن يأخذ أربعة من الطيروابهم هذه الطيور الأربعة ولم يحددها .  قال تعالي " وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي کَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَکِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْکَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى کُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَکَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَکِيمٌ "([7])
قال الإمام الألوسي ـ رحمه الله ـ مبينا السبب في أمر الخليل بأن يأخذ أربعة من الطير " وتخصيص الطير بذلک لأنه أقرب إلى الإنسان باعتبار طلبه المعاش والمسکن ولذلک وقع في الحديث "لو أنکم تتوکلون على الله حق توکله، لرزقکم کما يرزق الطير، تَغْدُو خِمَاصًا([8]) وتَرُوح بِطَانًا "([9]) ولأنه أجمع لخواص الحيوان ولسهولة تأتي ما يفعل به من التجزئة والتفرقة ولما فيه من مزيد أجزاء من الريش ففي إحيائها مزيد من ظهور القدرة  ولأن من صفته الطيران في السماء وکان من همة إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- الميل إلى جهة العلو والوصول إلى الملکوت فکانت معجزته مشاکلة لهمته"([10]).
هذا وسيتناول هذا البحث الآيات التي تحدثت عن الطيور في القرآن الکريم حسب ترتيب ذکرها في المصحف الشريف وقد جعلت عنوانه  " حديث القرآن الکريم عن الطير دراسة تحليلية موضوعية " وقسمته إلي مقدمة و عشرة مباحث ، وخاتمة .
جاء المبحث الأول : تحت عنوان : حديث القرآن الکريم عن البعوضة
والمبحث الثاني   : تحت عنوان : حديث القرآن الکريم عن السلوي
والمبحث الثالث : تحت عنوان : حديث القرآن الکريم عن الغراب
والمبحث الرابع  : تحت عنوان : حديث القرآن الکريم عن الجراد
والمبحث الخامس : تحت عنوان : حديث القرآن الکريم عن النحل
والمبحث السادس : تحت عنوان : حديث القرآن الکريم عن الذباب
والمبحث السابع  : تحت عنوان : حديث القرآن الکريم عن النمل
والمبحث الثامن  : تحت عنوان  : حديث القرآن الکريم عن الهدهد
والمبحث التاسع : تحت عنوان  : حديث القرآن الکريم عن الفراش
والمبحث العاشر : تحت عنوان  : حديث القرآن الکريم عن الطيرالأبابيل
والخاتمة  : ضمنتها اهم النتائج
والله أسال أن يکون بحثي هذا نافعا لکل من قرأه أو نظر فيه وأن يرزقه القبول الحسن وأن يجعله في ميزان حسناتي أنا ومشايخي وکل من أطلع عليه إنه ولي ذلک والقادر عليه.
الدکتور
السيد فاروق محمد عبد الرحمن
أستاذ مساعد بقسم التفسير وعلوم القرآن
بکلية أصول الدين والدعوة الإسلامية
بشبين الکوم- منوفية
 

الكلمات الرئيسية