تحريف الشـيعة للقرآن الکريم عرض ودراسة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ التفسير وعلوم القرآن الکريم المساعد بکلية الدراسات الإسلامية للبنين بأسوان جامعة الأزهر

المستخلص

فلقد فضلنا الله تعالى بالقرآن الکريم على الأمم أجمعين، وآتانا به ما لم يؤت أحداً من العالمين ( لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْکُمْ کِتَاباً فِيهِ ذِکْرُکُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ ) [الأنبياء : 10 ]
إنه الکتاب السماوي الوحيد الذي تکفل الله تعالى بحفظه ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّکْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر9) (لامبدل لکلماته ) (الکهف27) (وإنه لکتاب عزيز*لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَکِيمٍ حَمِيدٍ) (فصلت 41،42)
إنه المعجزة الکبرى، والآية العظمى لنبينا r فعن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله r قال : " ما من الأنبياء من نبي إلا قد أعطى من الآيات ما مثله آمن عليه البشر وإنما کان الذي أوتيته وحيا أوحى إلى فأرجو أن أکون أکثرهم تابعا يوم القيامة ([1])    
ولا عجب.. ففي کل صباح جديد براهين هذا القرآن العظيم تتجدد، وآيات صدقه تتعدد. تتغير الأحوال ولا يتغير، عطاؤه لاينتهي، ونوره لاينطفي، إنه کتاب الکون کله، وفيه أخبار الدنيا والآخرة، وکم لهذا الکتاب الکريم من خصائص، وکم فيه من مزايا، وکم له من آثار جليلة في نهضة الحضارات، وتقدم الشعوب، وصدق الله حيث يقول (أولم يکفهم أنا أنزلنا عليک الکتاب يتلى عليهم إن في ذلک لرحمة وذکرى لقوم يؤمنون )( العنکبوت 51)
وهذه الحقائق قد اشتهرت، وانتشرت عند القاصي، والداني، ويعرفها الغريب قبل القريب، والعدو قبل الحبيب ولهذا قال "جلا دستون" الإنجليزي في أخريات القرن الماضي في مجلس اللوردات البريطاني، وهو يمسک بالمصحف : " مادام هذا الکتاب على الأرض فلا سبيل لنا إلى إخضاع المسلمين " ([2]
لکنه وعلى الرغم من فإن غالبية شيوخ الشيعة، وعلمائهم الکبار زعموا أن القرآن الذي بأيدي المسلمين محرّف، وناقص، وليس هو القرآن الذي أنزله الله تعالى على خير خلقه محمد r.
والأعجب، والأغرب أن هؤلاء السفهاء  من الشيعة يحمّلون مسئولية هذه المزاعم الباطلة لأفضل جيل عرفته الدنيا کلها للصحابة أنفسهم، ولاحول، ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.. 
إن هذه التخاريف التي سنراها للشيعة في هذا البحث المتواضع ليست هي من الکبائر عندهم بل هي من کلام شيوخهم، وأئمتهم، وأکثرها ثابتة في أمهات تفاسيرهم المعتمدة عند خاصتهم، وعامتهم، ولمدة تقارب الألف سنة أو تزيد، وما أحاول ذکره الآن من روايات، أو تخاريف لهؤلاء القوم في تحريف للقرآن ماهو إلا نقطة في بحر إجرام الشيعة ؛ لأن الحصر أو الاستيعاب لهذه الأکاذيب يحتاج إلى موسوعات، ومجلدات، وأتعهد بأن أحاول عرض آرائهم في هذا البحث  بکل أمانة، ودقة دون تعصب، أو تجن عليهم        
وقد اخترت أن يکون اسم هذا البحث ( تحريف الشيعة للقرآن الکريم عرض ودراسة ) وقسمته إلى مقدمة، وخمسة مباحث، وخاتمة... أما المقدمة فهي التي بين يديک
المبحث الأول : تزوير الشيعة للحقائق، وفيه ثلاثة مطالب   
        المطلب الأول : الشيعة أکذب الطوائف
        المطلب الثاني : القرآن ناقص، والصحابة هم المسئولون في نظر الشيعة قبحهم الله
        المطلب الثالث : عدد آيات القرآن عند أفّاکي الشيعة
المبحث الثاني : تحريف الشيعة لألفاظ القرآن الکريم، وفيه أربعة مطالب   0
     المطلب الأول: أکثر الشيعة يقولون بنقص القرآن،وتحريفه
     المطلب الثاني : إيراد وجواب باطل لشيخ الشيعة الکاشاني
     المطلب الثالث : مؤلفات للشيعة في التحريف
     المطلب الرابع  : مصاحف شيعية مردودة
المبحث الثالث  : بطلان مزاعم الشيعة في تحريف نص القرآن، وفيه ثلاثة مطالب           
     المطلب الأول : القرآن مصون من الزيادة والنقصان                    
     المطلب الثاني : قرآن عليّ بن أبي طالب وآل البيت هو القرآن الموجود عند کل المسلمين
     المطلب الثالث : مواقف مشرّفة لعليّ بن أبي طالب، وأخص أصحابه رضي الله عنهم فيمن سب القرآن 
 المبحث الرابع : الرافضون لتحريف نص القرآن الکريم من الشيعة      
المبحث الخامس : تسمية الشيعة لبعض السور، والآيات المنقوصة في زعمهم   
وأما الخاتمة ففيها أهم نتائج البحث، وتوصياته   
وقد اکتفيت بإيراد الطبعات في قائمة المراجع نهاية البحث رغبة في عدم التکرار     
وإنني أتقرب إلى الله الکريم بهذا البحث المتواضع، وأسأله جل جلاله بفضله، وکرمه کما أعانني على إکماله  أن لايحرمني شفاعة القرآن، وأن يفرج به کربي، وأن يضيء به دربي، وأن ينوّر به قبري، وأن يجعل خدمة القرآن الکريم هي قصدي، وأن يرزقني الأدب معه أبدا ماأحياني... کما أسأله جل جلاله – وهو الغفور الرحيم - أن يعفو عن ذلاتي، وأن يتجاوز عن عثراتي، اللهم لا تجعل الدنيا أکبر همي، ولا تجعل مصيبتي في ديني، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصل اللهم وسلم وبارک على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
دکتور/ يوسف أبوعلي أحمد عبادي
أستاذ التفسير وعلوم القرآن الکريم المساعد
بکلية الدراسات الإسلامية للبنين بأسوان
 
 
 

الكلمات الرئيسية