المنهج الروائى في تفسير القرآن الکريم

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس قسم التفسير وعلوم القرآن بکلية البنات الإسلامية بأسيوط

المستخلص

الحمد لله الدى يقول الحق وهو يهدى السبيل، والصلاة والسلام على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين، جدد الله به رسالة السماء وأحيا ببعثته سنة الأنبياء، ونشر بدعوته آيات الهداية،وأتم به مکارم الأخلاق وعلى آله وأصحابه الدين فقههم الله في دينه، فدعوا إلى سبيل ربهم بالحکمة والموعظة الحسنة،فهدى الله بهم العباد، وفتح على أيديهم البلاد، وجعلهم أمة يهدون بالحق إلى الحق تحقيقا لسابق وعده لقوله تعالى : " وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنکُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَکِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِکُونَ بِي شَيْئاً وَمَن کَفَرَ بَعْدَ ذَلِکَ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْفَاسِقُونَ " ( [1])
فشکروا ربهم على ما هداهم إليه من هداية خلقه والشفقة على عباده، وجعلوا مظهر شکرهم بدل النفس والنفيس في الدعوة إلى الله تعالى .
أما بعــــــد
فإن تفسير القرآن الکريم من أعظم العلوم شأنا ، وأرفعها قدرا ، وأشرفها موضوعا وغرضا ، فقد جعله الله کتاب الإنسانية جمعاء على امتداد الزمان واتساع المکان ، ودعاها إلى تلاوته وتدبر آياته وفهم معانيه .
قال الله تعالى : " کِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْکَ مُبَارَکٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَکَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ " ( [2])
قال الإمام القرطبى في تفسيره " فالواجب على من خصه الله بحفظ کتابه ، أن يتلوه حق تلاوته ويتدبر حقائق عباراته ، ويتفهم عجائبه ويتبين غرائبه " ( [3])
فالغاية من تفسير کتاب الله تعالى وبيانه هو تدبره والوقوف على أسراره ومقاصده ؛ لأنه دستور الحياة البشرية والقادر على إمدادها بأجوبة قيمة ومناسبة لأسئلتها المتجددة .
ومند نزول الکتاب الکريم والرسول r يوضح ويبين ما جاء في آياته ، وينبه على معانيه وأسراره ، مبلغا ما أمره الله تعالى بتبليغه ومبينا للناس ما أنزل إليهم .
قال الله تعالى :  " وَأَنزَلْنَا إِلَيْکَ الذِّکْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَکَّرُونَ" ( [4])
وبيان الرسول r للقرآن کان في تفسير ما کان مشکلا ، وتفصيل ما کان مجملا ،وتحقيق ما کان محتملا ، مطبقا لأحکام الشرع الحکيم وموضحا لغاياته ومقاصده .
وهو في دلک r يرسم لأصحابه وأمته معالم منهجه القويم ، وهديه الکريم في فهم معانى کتاب الله تعالى ، وتدبر أسراره وحکمه ، وکيفية تنزيله على واقع حياتهم .
وعلى هدا الأساس سار الرعيل الأول من الصحابة الکرام ، فأقبلوا على مائدة القرآن الکريم ، مستمدين أحکامه ، ومسنبطين أسراره محکمينه في حياتهم ، وملبين دعوة الحق سبحانه : " لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ "
ومن هنا کانت دراسة " المنهج الروائى في التفسير" من الأهمية بمکان في هذا العصر ليکون من يريد أن يتصفح تفسيرا منها على بصيرة من الراية التى يقرأها وعلى بينة من لونه ومنهجه حتى لا يغتر بباطل أو يخدع بسراب ، وکان القرن العاشر الهجرى من أخصب القرون وأکثرها نشاطا في دراسة القرآن وتفسيره .
ومن يدقق النظر في الروايات التفسيرية يرى مبلغ ما بدله الصحابة من جهد وعناء فائقين في البحث والتحليل واستنباط الأحکام الشرعية من نصوص الکتاب الکريم ، ويقف على ما يتمتع به من مقدرة فذة على فهم کتاب الله وإلمام عميق بأصول الشريعة وفروعها، ومعرفة واسعة بلغة العرب.   
وقد اشتمل البحث على مقدمة وتمهيد وأربعة مباحث وخاتمة
أما المقدمة فتحدثت فيها عن أهمية تفسير القرآن الکريم ، ثم وضحت أهمية دراسة المنهج الروائى في التفسير، ثم خطة البحث0
وأما التمهيد فتحدثت فيه عن نبدة عن المنهج الروائى في التفسير، ثم تطرقت إلى تعريف التفسير والتأويل والفرق بينهما .
وأما المبحث الأول فهو:منهج التفسير الروائى للقرآن
ويشتمل على مطلبين :
المطلب الأول : معنى المنهج الروائى0
المطلب الثانى : ملامح المنهج الروائى في التفسير0
وأما المبحث الثانى فهو : الروايات الواردة عن النبى r في تفسير القرآن الکريم0
ويشتمل على مطلبين:
       المطلب الأول : أهمية تفسير القرآن بالسنة
            المطلب الثانى : منهج الرسول r في التفسير
وأما المبحث الثالث فهو : الروايات الواردة عن الصحابة رضوان الله عليهم في تفسير القرآن الکريم
              ويشتمل على ثلاثة مطالب
المطلب الأول : أهمية تفسير الصحابة
المطلب الثانى : مصادر الصحابة في التفسير
المطلب الثالث : حکم تفسير الصحابي
المطلب الرابع : منهج الصحابة في التفسير
         وأما المبحث الرابع فهو : نظرة عامة في تفسير النبي r والصحابة لآيات القرآن
وأما الخاتمة فتحدثت فيها عن أهم ما توصلت إليه في هذا البحث
وفي الأخير ، لقد أدرکت وأنا أخوض غمار البحث مدى اتساعه وتشعبه ، وتيقنت عظم هدا المنهج لبيان ما فسره الرسول r والصحابة رضوان الله عليهم .
وحسبى أننى بذلت جهدي على ضعف في العلم ، وقلة في البضاعة ، ونقص في الإخلاص ، فما کان صوابا فمن الله ،وله الحمد والمنة ، وما کان من خطأ فمن نفسي والشيطان والله رسوله بريئان من ذلک
هدا وأسأل الله تعالى أن يوفقني إلى ما يحبه ويرضاه ، وأن يرزقنى العلم النافع والعمل الصالح ، وأن يجعل عملى هدا خالصا لوجهه الکريم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين ,
 

الكلمات الرئيسية