النحو العربيّ والطباق الثقافيّ

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الازهر

المستخلص

الحمد لله رب العالمين، شرف اللغة العربية؛ فاختارها لغةً لکتابه المعجز ـ القرآن الکريم ـ من بين لغات الدنيا؛ فقال ـ عز من قائل ـ:" إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّکُمْ تَعْقِلُونَ "([1]) ـ سبحانه وتعالى ـ يرفع ويخفض، جعل بکلمته علم الإعراب مرفوعَ البناء، منصوب اللواء، مجرور ذيل الشرف بجزم القضاء فوق السماء .
      وصلِّ اللهم وسلِّم على سيدنا محمد؛ المبعوثِ بمحاسن الأفعال، المنعوت بأحاسن الأسماء، وعلى آله وأصحابه المضمومِ إلى حروف سيوفهم فتحُ الأرجاء، وکسرُ الأعداء ـ صلاةً وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم أن تبدل الأرضُ غيرَ الأرضِ والسماء .                     وبعد ...
       فمن ينعم النظر في الدعوات التي دعت إلى تجديد النحو ومحاولات تخفيفه على الدارسين وغيرهم ـ يجدها على قسمين:
الأول ـ دعوات جادة مبنية على رؤًى علمية .
الثاني ـ دعوات ينقصها الرسوخ العلمي، وفيها شططٌ بدرجات متفاوتة .
ومن القسم الأول: إحياء النحو؛ للأستاذ إبراهيم مصطفى، والنحو الجديد؛ للشيخ عبدالمتعال الصعيدى، وتجديد النحو؛ للدکتور شوقي ضيف، وغيرها من الدعوات.
ومن الثاني: دعوات قاسم أمين، وسلامة موسى، ونصرة سعيد، ثم دعوة شريف الشوباشي ( لتحيا اللغة العربية يسقط سيبويه ) ودعوات أُخَر .
  وهذا البحث يناقش في هذا الاتجاه ورقة فکرية حديثة، طرحها صاحبها الدکتور عبدالله الغذامي أستاذ النقد والنظرية في قسم اللغة العربية بکلية الآداب ـ جامعة الملک سعود بالرياض ؛ ويتحدث فيها عما سمّاه (( الطباق الثقافي )) بين النحو واللغة العربية في عصرنا الحاضر؛ إذ يقول:" علامة هذا الطباق الثقافي هي فيما نشهده من حالة ازدهار للغة العربية، ويقابل هذا ما نعرفه من شکوى عامة ومن النحويين خاصة؛ وهي شکوى تقول بانحدار اللغة وضياعها بين أهلها"([2]).
     ويحمّل النحويين المسؤولية بقوله: "إن اللغة بخير ولکن النحويين ليسوا بخير، وأنت عادة إذا رأيت الشعب بخير ولکن ساسته ليسوا بخير فاعلم أن العلة في الساسة " . فالمشکلة عنده في النحويين خاصة .
لذا يهدف البحث إلى مناقشة هذه الدعوة الجديدة، ويبين قيمة النحو  العربي الذي لا يُستغنى عنه مهما تعاقبت العصور واختلفت الأحوال؛ لأنه يکسب قيمته من القرآن الکريم، وهو مفتاح  فهم القرآن وعلومه .
وقد استنبطتُ عنوانه من کلام الغذامي ؛ فوسمته بـ(النحو العربي والطباق الثقافي ) .
وأقمته على المنهج الوصفي التحليلي . وأما خطته فتتمثل في: مقدمة ذکَرْتُ فيها سبب اختيار البحث، والهدف منه، ومنهجه، وخطته ـ ثم ثلاثة مباحث:
المبحث الأول ـ من دعوات تجديد النحو في العصر الحديث.
المبحث الثاني ـ ورقة الغذامي في الميزان .
المبحث الثالث ـ من أسباب الضعف النحوي وسبل العلاج .
وأخيرا تأتي الخاتمة لتبين النتائج والتوصيات، ثم ثَبَتُ أهم المصادر والمراجع، وفهرس المحتوى .
والله من وراء القصد، وهو يَهدي السبيل .


 

الكلمات الرئيسية