وحدة الشکل والمضمون في النقد الحديث

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

   إن جهد النقد العربي القديم، کان جهدا مقلا فيما يتعلق بالنظرة الشاملة للعمل الفني، وإن کثيرا منهم قد فصل بين عنصري اللفظ والمعنى؛ فأرجعوا المزية في العمل للّفظ دون المعنى أحيانا، وللمعنى دون اللفظ أحيانا أخرى. وظلت العلاقة بين الشکل والمضمون علاقة غامضة في أذهان النقاد العرب، حتى ظهرت نظرية النظم عند عبد القاهر الجرجاني في القرن الخامس الهجري؛ فقضت على ثنائية اللفظ المعنى التي کانت سائدة لدى النقاد العرب الذين سبقوه.
  وعلى الرغم من أن نظرية النظم قد قضت على کثير من المعتقدات الخاطئة التي شاعت لدى بعض النقاد العرب القدماء،وأهمها موضوع السرقات، وموضوع الفصل بين الجمال والتعبير، أو بين الصورة البيانية والسياق التي ترد فيه. إلاّ أنه على الرغم من هذا کله، فقد قصر عبد القاهر بحثه في النقد على البيت الواحد، أو مجموعة الأبيات التي يربط بينها موضوع واحد أو فکرة واحدة.
   لکننا مع ذلک لانستطيع أن نغفل الإشارات الهامة التي أظهرت اهتمام بعض النقاد القدماء بضرورة ارتباط أبيات القصيدة الواحدة منها بالآخر ، وانتظامها فيما يشبه الوحدة .
   وقد مرت القصيدة العربية بعصور مختلفة، وأطوار مختلفة طرأ عليها خلالها من التطور والتغير الشيء الکثير؛ نتيجة للظروف الاجتماعية والسياسية التي خضعت لها البلاد العربية ، وکذلک دخول التيارات الفکرية ، والمذاهب الأدبية الجديدة من الغرب .
    وطبيعي جدا بعد هذا التطور الکبير ؛ أن نظفر في شعرنا العربي الحديث بشکل ومضمون جديدين، وأن نحقق الجديد في موضوع الشعر ولغته وموسيقاه؛ فبدأنا نلتقي بالقصيدة التي تتحد فيها الفکرة بالعاطفة باللغة بالموسيقى، والتي ينبع من داخلها إحساس واحد مهيمن، يأخذ في النمو والتطور، حتى ينتهي إلى التکامل والوحدة .

الكلمات الرئيسية