موقف الوضعية من الغيب عرضًا ومناقشة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس العقيدة والفلسفة بکلية البنات الإسلامية بأسيوط

المستخلص

الحمد لله خلق الخلق وهو أعلم بهم، وأرسل المرسلين حتى يوجههم إلى ما فيه الخير لهم، قال تعالى: )رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَکُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَکَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَکِيمًا(([1]).
وأشهد أن لا إله إلا الله خلق الکون کله، وجعل أدلة وجوده ثابتة فيه، کل شيء في الکون يدل على أنه خالقه ومدبره، ويعلم ما يجري فيه، وکل ما في الکون يسبح بحمده ويشکر نعمته، قال تعالى: )تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـکِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ کَانَ حَلِيمًا غَفُورًا(([2]).
وأشهد أن سيدنا محمد r عبده ورسوله، خير من صلى وأناب، واستغفر ربه فأزال عنه الحجاب، ودعاه لمحبته فکان فوق القباب، وناداه بأعلى مراتب القرب نداء الأحباب، وجعل له المنزلة العليا بغير أسباب.
اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد r نور الأنوار، ورحمة الغفار، وأرض الله عن أصحابه الأبرار وآل بيته الأطهار، فاتباعه العلماء ذوي الأقدار، وأکرم اللهم والدينا وأهلينا وذرياتنا وأجعلهم في کنفک عالم الأسرار إلى يوم القيامة.
أما بعد،،
فإن الله تعالى خلق العقل مزودًا بطاقة إيمانية، وأناره بأنوار من الفطرة الإلهية، وحثه على السير في هذه الطرائق التي يبتغي من ورائها الخير في الدنيا، ويلتمس السعادة الأخروية.
غير أن بعض العقول تمکنت من أصحابها، واندفعت به شياطينهم إلى العقيدة الإلهية، فحاولوا أن يضعوا ما يماثلها من أفکار إنسانية، اتخذوها وسائل لتحقيق أهداف شيطانية، فکفروا بالله وصفاته وأعلنوا تمسکهم بما أطلقوا عليه القواعد العلمية، وکان الوضعية من هذا الفريق الذين عمدوا إلى تناول العقيدة الإيمانية، والطعن فيها، ومحاولة النيل منها، فکان لابد من وقفه شرعية تضع الأمور في نصابها وترد عليها، کما تبعد شبح أولئک الذين يعتقدون فيهم عن الأصول الدينية، ومن ثم کان اختياري لدراسة هذا البحث، وجعلته بعنوان: (موقف  الوضعية  من  الغيب .. عرضًا  ومناقشة).
 

الكلمات الرئيسية