النظرية الإسلامية فى الأدب العربى بين التنظير والإبداع

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المساعد فى قسم الأدب والنقد کلية اللغة العربية بأسيوط

المستخلص

فقد تعرضت النظرية الإسلامية فى الأدب ؛ لکثير من عمليات الوأد والتشويه من جانب خصومها ؛ من دعاة التغريب الذين يصيبهم بالذعر کل ما ينسب إلى الإسلام ، فيحملون معاول الهدم والطمس والتشويه ، ويوقدونها حربا لا هوادة فيها ولا مهادنة ، وخصومة شرسة يقودها الحقد الأعمى ، فلا تذعن للحق ، أو تعرف شرف الخصومة ، وتعرضت کذلک لافتئات  وظلم من جانب بعض دعاتها والمنظرين لها ـ مع حسن القصد ونبل الهدف ـ حين عدوها کشفا جديدا ، وأرضا بکرا ؛ هم أبناء بجدتها ، وأصحاب السبق إليها ، وأخذو على عاتقهم التنظير لها ، والدعوة إلى الإبداع فى دوائرهم الفکرية التى نظروها ، وسوف نحاول فى هذه الدراسة { النظرية الإسلامية فى الأدب العربى  بين التنظير والإبداع } تتبع النظرية فى مهدها الأول فى عصر صدر الرسالة ، واستقراء النصوص الشرعية لقضية الأدب والشعر وتتبع مقاصدها ، ومعطياتها ، والتنظير من خلال الجذور الشرعية التى أسسها رسول الله  rوصحابته فى الصدر الأول ، ويکون منطلقنا النصوص القولية ، والاستشهادات النصية التى نالت استحسانهم ؛ بوصفها النموذج الأرقى فى زمن الرسالة والخلافة الراشدة ، وهى حقبة نيفت على الستين عاما ، وأنتجت أدباً إسلامياً في فنون أدبية متعددة : کالشعر، والرسائل والوصايا والمثل والحکمة والخطابة ، وهذه النصوص تمثل النموذج الأدبي فى ظلال الإسلام ، ثم النظر برؤية أشمل للأدب العربى فى مراحله وحقبه التاريخية التالية ، من خلال استقرائه عبر عصوره المختلفة للکشف عن النماذج الإسلامية في هذا الأدب ، لنؤکد عراقة النظرية الإسلامية في الأدب ، وإبراز نماذج الأدب الإسلامى الذى حاول الغرب من خلال المستشرقين والمستغربين القفز عليه ، وإظهار الأدب الساقط والمبتذل منه ، وانصبت دراستهم عليه لإبرازه على أنه نموذج للإبداع العربى الإسلامى ، وقد اقتضى هذا المنهج الاستقرائى أن تخرج الدراسة ؛ فى أربعة مباحث :
 المبحث الأول : النظرية الإسلامية في الأدب بين المفهوم والغايات ، وناقشت محورين أساسيين : الأول : مفهوم الأدب بالوقوف عند الدلالات المعنوية للفظة الأدب ، وباستعراض للنصوص التى وردت فيها ، والثانى : مفهوم إسلامية الأدب من خلال معرفة السياق التاريخى  للمصطلح  ثم إبراز غايات الأدب في ظلال الإسلامية ؛ لتأکيد عمق العلاقة بين القيم والفن في النظرية الإسلامية .
أما المبحث الثانى : الحدود التنظيرية للإبداع فى الصدر الأول ، وقد حاولت خلاله؛ أن أبحث عن جذور النظرية في صدر الإسلام الأول ، فاشتملت محورين رئيسين، أولهما؛ المعطيات الفکرية: وحاولت خلاله إبراز العطاءات الفکرية للإبداع فى المنظور الإسلامى ، وما فيه من رحابة واتساع ، يتيح للمبدع فضاءات فکرية لا محدودة يتحرک فيها إبداعه ، وهى موضوعات لا نهائية تشمل الخالق والکون والحياة والإنسان والأفکار والمشاعر والأحلام ، بل تتعدى کل ذلک إلى الدار الآخرة وما فيها...الخ
ثانيهما: المعطيات الفنية ، ورأينا خلاله أن الرؤية الإسلامية لا تقف عند حدود الموضوع ؛ بل تعدته لتؤسس للجانب الفنى ؛ إدراکا منها أن التأثير الجمالي في الأدب عامة له تأثيره النفسي الذى يخلق فى المتلقى ؛ المشارکة والتلاقي ، ومن ثم الاستجابة والتلبية ، وقد عرف الرسول r وصحابته الجانب التأثيري وقدموا لنا روافده من لغة وأسلوب وقيم تعبيرية ، وغيرها من الوسائل الفنية التى تمثل الطاقة التأثيرية فى الأدب .
أما المبحث الثالث فکان ؛ النظرية الإسلامية بين الحرية والالتزام ، وأوضحت مفهوم الرؤية الإسلامية لحريةالإبداع وضوابطها ؛ وکيف أنها حرية مسئولة ، لکنها المسؤولية النابعة من الذات المسلمة ، وأبرزت تهافت رؤية دعاة ( الفن للفن) ، کما ناقشت مفهوم الالتزام فى الإسلام وکيف أن الالتزام الذي تقرره المعطيات الإسلامية ، هو التزام لا يلغي ذاتية الأديب ، بل هو نابع منها غير مفروض عليه ، ثم وازنت بين الحرية والالتزام من خلال المفاهيم الإسلامية والغربية ، وکيف أن الرؤية الإسلامية ، رؤية حکيمة منضبطة لا تقوم على فلسفة بل تستند إلى عقيدة ، وأنها تناقض الدعوات المارکسية ( الواقعية الاشتراکية)، وکذلک فلسفة الوجوديين ، وما فيهما من اضطراب وتناقض . 
أما المبحث الرابع فکان : سياق الأدب العربي في ضوء الرؤية الإسلامية (رؤية تاريخية)، وقد قمت فيه باستعراض للأدب العربى منذ الجاهلية إلى وقتنا هذا ، وأبرزت دور القيم والفضائل فى مضمونه الإبداعى ، ورصدت الدراسة التحولات التى طرأت على المفاهيم والقيم التى جاءت فى الصدر الأول ، والظروف والأسباب التى جرت الأدب فى أودية بعيدة عن الرؤية الإسلامية.
ثم أعقبت ذلک بخاتمة حوت نتائج البحث وتوصياته ، ثم أهم المصادر والمراجع ، وفهرست الدراسة  .
هذا ، فإن أک وفقت فبفضل من الله ومنته ، وإن کانت الأخرى فحسبى جهد المحاولة ، وعلى الله قصد السبيل .
 
 
 
 

الكلمات الرئيسية