طرق وأساليب ابن فُورَک (ت:406هـ) اللغوية في مُشْکِل الحديث وبيانه

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المدرس بقسم أصول اللغة کلية البنات الإسلامية بأسيوط

المستخلص

يعد الحديث النبوي نصًا فريدًا، قوامه الخطاب المتسم بأرقى مستويات الفصاحة، المؤدي بلغة معتمدة في الفصاحة وفنون البلاغة؛ ليکون بذلک المحفز الأول لعلماء العربية لبذل الجهود، ومواصلة البحث، وإطالة التأمل والتفکير، لکشف المزيد من أسراره من حيث الشکل والمضمون، فقد أدرک علماء العربية أن دراساتهم فيه يجب أن تتعمق، ونطاق بحوثهم فيه يجب أن يتسع، ومحاولاتهم من أجل فهمه واستيعابه يجب أن تتوالى، وأساليبهم تتنوع؛ لأجل بلوغ أعلى مراتب المعرفة واغتراف المزيد من العلوم.
وأسفرت تلک المحاولات أمام ابن فُورَک (ت:406ﻫ) عن انفتاح أبواب المعارف له، وتجلت معالم الأسباب التي توصله إلى معرفة أسرار معاني النص في (مشکل الحديث وبيانه) بالحد الذي تتوصل إليه مدارکه، ويتلاءم مع فکره، ويزيل عن بعض مفردات النص وتراکيبه ما يکتنفه من غموض يقف حائلاً دون بلوغه مغزاه، وتحديد إيحاءاته وإشاراته إلى ما ترمي إليه من المضامين، فأخذ ابن فُورَک يوظف ما اجتمع لديه من مادة لغوية لتکون مرتکزًا له تؤهله للغوص في أعماق النص النبوي، مع الاعتماد على الروايات المنقولة والأقوال المأثورة الموثوقة السند يدعم بها المفسر اللغوي أقواله ويقوي حجته التي اهتدى إليها باتباعه أساليب اللغة وعلومها المختلفة بمستوياتها المتعددة متمثلة في الدراسات الصرفية والنحوية، وما يتبعها من مباحث الدلالة، مع الاستعانة بالسياق في علوم البلاغة وفروعها المتنوعة.
وحرصت هذه الدراسة على تلمس العلاقة المتينة بين اللغة والتفسير، فتناولت الدراسة طرق وأساليب ابن فُورَک في (مشکل الحديث وبيانه)، في ميدان الدراسة اللغوية التي تعني بتحليل النص المُشکل وتوضيحه، لتتحقق من أن تلک المباحث اللغوية في طرق وأساليب ابن فُورَک إنما وجدت لتفسير النص بأدوات اللغة وأساليبها الصرفية والنحوية والدلالية والسياقية.

الكلمات الرئيسية