الشلَوبين الصَّغير وآراؤه النحوية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ اللغويات المساعد في کلية اللغة العربية بأسيوط

المستخلص

        الحمد له الذي شرف اللغة العربية بأن جعلها لغة القرآن الکريم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي أوتي جوامع الکلم فکان أفصح العرب ورضي الله عن صحابته أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلي يوم الدين ... وبعد ،،،
        فهذا علم  من أعلام النحو الأندلسي ، وهو أبو عبدالله الشلوبين الصَّغير المتوفى 660هـ وهو من علماء القرن السابع الهجري ، وکان هذا القرن هو عصر ازدهار للنحو واللغة والأدب في بلاد المغرب ، وإن کان عصر نکية وبلاء في بلاد المشرق  ، ومنها " الأندلس " ، والشلوبين الصَّغير مثله مثل الکثير من العلماء الذين طوت السنون مصنفاتهم فلم يبق من نتاج معظمهم غير آراء منثورة في کثب خلفهم ، ومن الحسن جمع تلک الآراء ودراستها ؛ ليعرف أثرهم ولتوضع حلقة في سلسة تاريخ الدرس النحوي .
        ومن أجل ذلک تتبعت  آراء الشلوبين الصَّغير في معظم مؤلفات العلماء الذين نقلوا عنه وعلى رأسهم أبو حيان المتوفى 745هـ ، وأبو محمد بدر الدين حسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي المصري المالکي (المتوفى: 749هـ)ومُحَمَّد بن يُوسُف بن أَحْمد بن عبد الدَّائِم الْحلَبِي محب الدّين نَاظر الْجَيْش المتوفى 778ه، وجلال الدين السيوطي المتوفى 911هـ ، وأبو الحسن الأشموني المتوفى 929هـ والصبان المتوفى 1206هـ ، وغيرهم .
        وقمت بجمع تلک الآراء ودراستها في هذا البحث الموجز وهو بعنوان : " الشلوبين الصَّغير وآراؤه النحوية" .
        وقد اقتضت طبيعة البحث أن يأتي في مقدمة، ومبحثين، وخاتمة.
        أما المقدمة فتحدثت فيها عن أهمية الموضوع وأسباب اختياري لتلک الشخصية .
وأما المبحث الأول وهو بعنوان " التعريف بالشلوبين الصغير فيشتمل على مطلبين :
المطلب الأول :عصر الشلوبين الصغير من حيث الحياة السياسية ،والثقافية  والمطلب الثاني: حياة الشلوبين الصغير من حيث اسمه ونسبه، أخلاقه ومکانته العلمية ، شيوخه ، عنايته بکتاب سيبويه، وفاته- يرحمه الله تعالى-
  وأما المبحث  الثاني : موضوع  الحديث آراء الشلوبين الصَّغير النحوية التي جمعتها ورتبتها وفقا لمصادرها وهي تشمل المطالب التالية :
المطلب الأول: آراؤه في التذييل والتکميل ، وارتشاف الضرب من لسان العرب لأبي حيان ، وهي :
1-هل يأتي الفعل الواحد لازما ومتعديا .
2-تنازع العاملين فصاعدا معمولا واحدا .
3-الفاء في ( إذا) التي للمفاجأة.
4-الظرف (سحر) والخلاف في منعه من الصرف .
والمطلب الثاني : آراؤه في تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد لناظر الجيش ، وهى.
1- دخول حرف الجر على المفعول به.
2- الإخبار بالذي وفروعه .
المطلب الثالث :آراؤه في همع الهوامع في شرح جمع الجوامع للسيوطي ، وهي:
1ـ  أل في فاعل " نعم وبئس " للجنس أم للعهد "
2-ما وازن الأعجمي من أسماء السور.
3-انفصال الضمير واتصاله
4-دلالة (کان)وأخواتها على الحدث
5-القول بأن (ليس) و(ما)مخصوصان بنفي الحال .
6-حکم توسط الخبر في أفعال المقاربة .
7-اللام في خبر(إنْ)المخففة من الثقيلة .
8-همزة الاستفهام مع (لا) النافية للجنس.
9-الخلاف في نصب المفعول له إذا استوفى الشروط
10-من أحکام المفعول معه.
11- الجملة المفسرة.
وقد ناقشت آراء الشلوبين الصغير ، مع مقابلتها بآراء العلماء والتي بدا من خلال عرضها أنه کان منصفًا يميل مع الحق حيث مال ـ فتارة يوافق سيبويه إمام العربية، وأخرى يخالفه، کما أنه يخالف في بعض آرائه جمهور البصريين  وفي بعضها الآخر يوافق الکوفيين. وهذا يدل على عقلية متفتحة نيرة لا تتعصب  إلا لما تراه أنه حق، ويشهد لذلک حرص أبي حيان على الاستشهاد بأرائه وذکرها في مؤلفاته.
وأرجو أن أکون بهذا البحث الموجز قد جلوت شخصية کاد يلفها الغموض ويحيط بها الإبهام .
وقد حاولت في هذا البحث أن أتلمس من خلاله  معالجة آراء الشلوبين الصَّغير النحوية وموقفه من النحاة ، وحسبي أنني حاولت أن أمنح هذه الدراسة مزيدا من الجدية ، والمثابرة رغبة وإسهامًا مني في ذلک الميدان ، فإن أکن قد وفقت فمن الله العون والتوفيق ، وإن کانت الأخرى فليس بغريب أن يعتور العمل الإنساني النقص والقصور .
وقد اتبعت هذا البحث خاتمة تتضمن أهم نتائج البحث .
 
والله أسأل أن يلهمنا السداد والإخلاص في الفکر والقول والعمل وأن يجعل ذلک خالصًا لوجهه الکريم ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وهو حسبنا ونعم الوکيل .

الكلمات الرئيسية