مقطوعتا الذئب والقطا من لامية العرب للشنفرى دراسة بلاغية تحليلية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس البلاغة والنقد بکلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين – بالقاهرة

المستخلص

    الحمد لله الذي خلق الإنسان علمه البيان، والصلاة والسلام على من أوتي جوامع الکلم، القائل إن من البيان لسحرا، وإن من الشعر لحکما، وعلى آله وصحبه أجمعين. 
وبعـد..
    فإن الشعر ديوان العرب؛ فهو الذي حفظ تاريخهم، وأيامهم، ومسيرة حياتهم، ودلل على بلاغتهم، وهوـ على حد قول الإمام عبدالقاهرـ المنجم الذي تستخرج منه أصول البلاغة الذي هو معدنها([1]) ومن عيون الشعر العربي عامة، والصعاليک خاصة، والتي کانت سجلاً حافلاً  لحياة الصعاليک ، وواحدة من أهم وثائق الفن والحياة المعبرة عن أنموذج معيشة الصعاليک لامية العرب للشنفرى، التي صدرت عن طبيعة صافية وفطرة ساذجة، لا تکلف فيها ولاتصنع؛ لذلک جاءت معانيها مواکبة، لآلام الشاعر وآماله وطباعه وأحداث حياته .
    وجاء هذا البحث تحت عنوان" مقطوعتا الذئب والقطا من لامية العرب للشنفرى دراسة بلاغية تحليلية"
أسباب اختيار الموضوع :
    وقد کان وراء اختياري للامية العرب عدة أسباب من أهمها ما يلي:
1- ما تميزت به لامية العرب من خصائص فنية ولغوية وبلاغية.
2- تفَرُّدُ لامية العرب بخصائص إنسانية قَلَّمَا نجدها في شعرنا العربي القديم. 
3- عدم قيام دراسة خاصة بالتحليل البلاغي للامية العرب، مع کثرة الدراسات التي قامت عليها؛ فالموضوع بِکْر في وِجْهَتِه؛ لذلک آثرته على غيره.
 
 
الدراسات السابقة :
    عني کثير من العلماء بشرح ودراسة لامية العرب- کما سيتضح لنا في الحديث عن التعريف بها- ومن أهم هذه الشروح وتلک الدراسات ما يلي :
1- أعجب العجب في شرح لامية العرب للزمخشري .
2-  تفريج الکرب عن قلوب أهل الأرب في معرفة لامية العرب لابن زاکور المغربي.
3- نهاية الأرب في شرح لامية العرب لعطاء الله بن أحمد المصري .
4- سکب الأدب على لامية العرب للعُبيدي الحميري .
5- شرح ودراسة لامية العرب للشنفرى د/ عبد الحليم حفني .
6- في التذوق الأسلوبي واللغوي للامية العرب للشنفرى د/ محمد علي أبوحمزة.
7- لامية العرب للشنفرى تحليل إعرابي لغوي د/ محمد الدسوقي الزغبي .
      إلا أن تلک المؤلفات کان جل اهتمامها بيان معاني المفردات والإعراب والمعنى العام، ولم يکن للتحليل البلاغي نصيب من اهتمامها؛ لذلک جاء اختياري لهذا الموضوع .
منهج البحث :
   اعتمدت في معالجتي للموضوع على المنهج الفني التحليلي الأدبي؛ فهو (أقرب المناهج إلى طبيعة الأدب، وطبيعة الفنون على وجه العموم)([2]) فکنت أقسم الأبيات موطن الدراسة إلى مجموعة أفکار، وأربط بين کل فکرة و سابقتها، ثم أذکر المعنى العام للبيت ، وعلاقته بما قبله من حيث الفصل والوصل، ثم أبين أسلوب البيت من حيث الخبرية والإنشائية، والغرض منه ، ثم أقوم بتحليله بلاغياً، فأبين معاني المفردات- معتمداً في ذلک على أُمَّات کتب المعاجم العربية- وسبب اختيار الشنفرى لمفردة دون أخرى، وأبين موقعها الإعرابي ، بالقدر الذي يحتاج البحث إليه، مع بيان ما في البيت من فنون بلاغية .
    وفي نهاية تحليلي لأبيات الفکرة أقوم ببيان أهم الخصاص البلاغية التي شاعت في أبيات تلک الفکرة، معتمداً في ذلک على المنهج الوصفي .
    هذا وقد صدَّرْت البحث بنص اللامية- کما في ديوان الشنفرى، جمع وتحقيق وشرح د/ إميل بديع يعقوب- وأهم الأفکار التي اشتمل عليها، مقابلاً بينه وبين باقي روايات اللامية .
خطة البحث :
وجاء البحث في مقدمة وتمهيد وفصلين وخاتمة:
أما المقدمة: فقد تحدثت فيها عن الموضوع وأسباب اختياره، وأهم الدراسات السابقة، ومنهجي الذي اتبعته فيه، والخطة التي سرت عليها.
وأما التمهيد: فقد جاء في مطلبين:
المطلب الأول: التعريف بالشنفرى .
المطلب الثاني: التعريف بلامية العرب .
وأما الفصل الأول: فکان عن مقطوعة الذئب من لامية العرب دراسة بلاغية تحليلية.
وأما الفصل الثاني : فکان عن مقطوعة القطا من لامية العرب دراسة بلاغية تحليلية 
وأما الخاتمة : فکانت عن أهم النتائج التي توصل إليها البحث .
 هذا والله أسأل أن ينال البحث الرضا والقبول إنه ولي ذلک والقادر عليه .
 
دکتور/ عبدالغفار يونس صديق بدري
مدرس البلاغة والنقد
بکلية الدراسات الإسلامية والعربية
للبنين- بالقاهرة


 

الكلمات الرئيسية