انتقادات السَّلَاميّ للهروي دراسة لغوية دلالية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المساعد في قسم أصول اللغة بکلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالمنصورة

المستخلص

قضية النقد من القضايا القديمة والحديثة التي تلازم الإنسان أما عن کونها قديمة حديثة فنابع من کونها أمر فطري ، يلازم الإنسان نتيجة اختلاف الفکر ، والمنهج ، والأسلوب ، والشخصية ، والبيئة ، والتقاليد ، والأعراف کما أنها تختلف باختلاف العمر ، والخبرة إلى غير ذلک .
والموضوعات التي يدخلها النقد کثيرة ومتنوعة فالنقد متنوع المجالات والموضوعات ، لکن ما سنتوقف معه هنا هو النقد اللغوي ؛ لأنه المجال العلمي الذي أبحث فيه باعتبار التخصص العلمي ، بالإضافة إلى أنه طريق مميز للمحافظة على اللغة العربية ، لغة القرآن الکريم وصيانتها من کل لحن ، أو فساد يتسرب إليها ، وهنا مبدأ  مهم يجب معرفته وهو : أن کل ناقد لا يتجرد من الهوى ، والانتصار لنفسه فإنه بذلک يجني على اللغة العربية من حيث لا يدري ، کما أن من أهم الأسباب التي تجعل النقد موضوعياً ، وذو أهمية عندما يکون النقد من عالم لعالم في ذات التخصص والمنهج ، والنقد في حد ذاته يمثل عقبة کبيرة عند البعض ، حيث يصعب عليهم تقبل النقد ، ولو کان موضوعياً مع أن النقد أمر لابد منه في الحياة ، بل هو أمر حتمي حتى من الناحية الشرعية ؛ لأنه لا عصمة لأحد في هذه الحياة ، وصدق الإمام مالک حين وقف أمام قبر الرسولr وقال : کل يُؤخذ منه ويُرد عليه إلا صاحب هذا القبر([1])
بل إن الحق سبحانه وتعالى عاتب الرسول r  في القرآن في أکثر من موضع في القرآن الکريم ، مـن ذلک ما ورد في قوله تعالى : â}§t6tã#’¯<uqs?urÇÊÈ  br&çnuä!%y`4‘yJôãF{$#á([2]) ، ولذلک کان الرسول r عندما يقابل ابن أم مکتوم يقول له : "مرحبا بمن عاتبنى فيه ربي "([3]) وقال تعالى : â  ’Å"øƒéBur’ÎûšÅ¡øÿtR$tBª!$#ÏmƒÏ‰ö7ãBÓy´øƒrBur}¨$¨Z9$#ª!$#ur‘,ymr&br&m9t±øƒrB(á([4]) يقول تعالى ذکره : وتخاف أن يقول الناس : أَمَرَ رجلاً بطلاق امرأته ونکحها حين طلقها ، والله أحق أن تخشاه من الناس.([5]) لکن ما يجعل کثيراً من الناس  يتحسس من النقد أن بعض الناقدين يتعدون حدود النقد ، ولا يقفون عند حدود المسألة محل النقد ، بل يتجاوزونها حتى إنهم ليتعرضوا لشخصية المنتقَد بألفاظ وصفات يتحاشى اللسان عن ذکرها ، بل لا تليق لا بالناقد ولا بالمنتقَد ، ولا حتى بالمسألة محل النقد ، فمن النقاد من يستمتع بالنقد کثيراً لدرجة أنه ينتقد في کل کبيرة وصغيرة تستحق النقد أو لا ، فهناک مسائل لا يصح فيها النقد ، ولا يُقبل ، وذلک في الحقائق العلمية واللغوية والشرعية المجمع عليها .
 ومن الأمور التي تجعل من النقد أمراً غير مقبول أنک تجد المسألة محل النقد مختلف فيها وتحتمل أکثر من وجه ، ومع ذلک ينکر الآخر عليک هذا الاتجاه أو الرأي الآخر إنکاراً شديداً ، فيسمح لنفسه بالاختيار ويُنکر على الآخر اختيار رأي مخالف مع أنه  من الناحية العلمية محتمل ، ولو تعرض للمسألة بالنقد لکان أمراً مقبولاً لکن للأسف يُنکر قضية الاختيار من الأصل  
والنقد في اللغة العربية من الأمور الطبيعية ، وذلک لما تمتاز به العربية عن غيرها من اللغات من وفرة مفرداتها ، وکثرتها ، واتساع طرائق التعبير فيها، فالثراء اللفظي ، والدقة  ، والإيحاء من أهم سماتها 
ومن أهم الکتب التي يدخلها النقد کتب الغريب ؛ لأن الرسول r حينما يختار لفظاً معينا دون آخر فإنما يختاره ؛ لأنه أدق لفظ يدل على المعنى المعين الذي يريد بيانه ، وقد تناول علماء اللغة الأحاديث النبوية واستدلوا بها ، وفسروا غريبها ، ثم قامت مجموعة أخرى من علماء اللغة ببحث هذا التفسير لتلک الکلمات ووافقوا على کثير منها وتناولوا بعضها بالنقد والتحليل وفق المنهج اللغوي  ، کما أنهم لم يغفلوا ما ينتجه السياق من دلالات موحية ومؤثرة ، بتضافر المستويات الدلالية کافة ، فهم جمعوا بين بيان معاني المفردات ، والدلالة المقصودة من الکلام
وکان من بين الذين اعتنوا بالنقد اللغوي العلامة ( محمد بن ناصر بن محمد بن علي، أبو الفضل السَّلَاميّ ( المتوفى : 55.هـ) ففي أثناء قراءتي وقفت على کتاب له ألفه وکتبه خصيصاً ، لنقد کتاب الغريبين للإمام الهروي ، وأسماه ( التنبيه على الألفاظ التي وقع في نقلها وضبطها تصحيف وخطأ في تفسيرها ومعانيها وتحريف في کتاب الغريبين  عن أبي عبيد أحمد بن محمد المؤدب الهروي المتوفي : 401 هـ ) ، تحقيق ودراسة : حسين بن عبد العزيز بن عمر باناجه ، ضمنه مجموعة من المسائل النقدية ، فاستخرت الله سبحانه وتعالى وعزمت أن أبحث تلک المسائل اللغوية والدلالية التي استدرکها الإمام السَّلَاميّ على العلامة الهروي .
ومما دعاني إلى بحث هذه المسائل :
1-   بيان أن النقد في حد ذاته أمر مقبول ومشروع بل هو من الإثراء اللغوي والعلمي الذي لابد منه .
2-   قيمة العالمين الکبيرين الهروي والسَّلَاميّ.
3-   قيمة کتاب الغريبين لدى طلاب العلم والدارسين والباحثين فهو أصل لکثير من کتب الغريب التي ألفت بعد ذلک .
4-   ما وجدته في هذا الکتاب من مسائل تستحق النقد والرد والتحليل .
5-   إبراز وجه الحق وصواب النقد من عدمه فيما ورد من استدراکات .
6- محاولة للصقل اللغوي والاستفادة من هذا المجال ، هذا على الجانب الشخصي ، ومحاولة إضافة شيء للمکتبة اللغوية .
7- تنوع المسائل محل النقد ، حيث تشعبت المسائل التي استدرکها السَّلَاميّ وتنوعت ما بين تفسير لآيات القرآن الکريم ، واستدراکات دلالية لألفاظ الحديث ، کما اشتملت على نقد في نسبة الوقائع ، والأحداث ، والأحاديث لغير قائليها وفاعليها، بالإضافة إلى استدراکات في تصحيف بعض الألفاظ ، وکذلک تغيير في الضمائر ، ومن ثم فقد قمت بتقسيمها إلى ثلاثة أقسام رئيسة
1-   نقد في اللفظ والدلالة     2-  نقد في الدلالة            3-  نقد في الألفاظ
وقد رتبتها بهذا الترتيب تبعاً لقوتها فالنقد في اللفظ والدلالة أقواها ، ثم الدلالي ، وأخيراً في الألفاظ التي لم يترتب على تصحيفها أخطاء دلالية مؤثرة
خطة البحث : وقد جاء هذا البحث في مقدمة ، ومدخل، وثلاثة فصول .
المقدمة وتشتمل على أهمية الموضوع ، وأسباب اختياره ، وخطة البحث
المدخل : النقد والسَّلَاميّ والهروي ، وفيه ثلاثة مباحث 
المبحث الأول : النقد اللغوي
المبحث الثاني : السَّلَاميّ والهروي وکتابيهما
المطلب الأول : السَّلَاميّ وکتابه التنبيه
المطلب الثاني : الهروي وکتابه الغريبين 
 
المبحث الثالث : نقد السَّلَاميّ للهروي في الميزان
الفصل الأول : الاستدراکات اللفظية الدلالية
المبحث الأول : استدراکات في الأسماء
المبحث الثاني : استدراکات في الأفعال
المبحث الثالث  : استدراکات في الضمائر والأدوات
الفصل الثاني : الاستدراکات الدلالية
المبحث الأول : القرآن الکريم
المبحث الثاني : ما يؤدي إلى اللبس والإيهام
المبحث الثالث : استدراکات دلالية عامة
الفصل الثالث : الاستدراکات اللفظية
المبحث الأول : التصحيف في الأعلام
المبحث الثاني : التصحيف في الضمائر
المبحث الثالث : التصحيف في الألفاظ العامة
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
"Salami" criticisms of "Harawi" a linguistic linguistic study
 
Research Summary
The issue of criticism from the old and modern issues that accompany man, either from being old and modern stems from being an instinctive thing, which accompanies man as a result of differences of thought, approach, style, personality, environment, traditions and customs, and varies according to age, experience and so on.
Criticism of the Arabic language is natural, because Arabic is distinguished from other languages ​​by the abundance of its vocabulary, its abundance, and the wide range of its expressions. Verbal enrichment, accuracy, and inspiration are among its most important features.
 
I was invited to consider these issues:
 
1-     a statement that criticism itself is acceptable and legitimate, but is a linguistic and scientific enrichment that is necessary.
2-     the value of the world's large hierarchical and Salami.
3-     The value of the book of the curious students of science and scholars and researchers is the origin of many of the books of the stranger, which was written afterwards.
4-     What I found in this book of issues worthy of criticism and response and analysis.
5-     To highlight the face of truth and the right of criticism, whether or not the feedback received.
6-     an attempt to improve the language and take advantage of this area, this on the personal side, and try to add something to the language library.
7-     The diversity of the issues of criticism, where the ramifications of the issues that were derived by the Salami and varied between the interpretation of the verses of the Koran, and the acquisition of a pedantic words of modern, and included a critique of the proportion of events, events and conversations for non-residents and operators, as well as Astdatak in the spelling of some words, A change in pronouns, and then I divided them into three main sections - Criticism in pronunciation and meaning - Criticism in semantics - Criticism in words
 
And ranked it in this order depending on the strength of criticism in the word and significance stronger, and then semantic, and finally in the words that did not result in the correction of errors affective
 
Research Plan: This research came in the introduction, introduction, and three chapters.
 
The introduction includes the importance of the topic, the reasons for its selection, and the research plan
Introduction: Criticism, Salami, and Harawi
The first: linguistic criticism, and the second: salami and heroism and their writers, Salami and his book alert and heroic and strange writers
The third is the salami of the syrian in the balance
The first chapter is called semantic lexicography
In it, there are first names
Second, the use of actions
And thirdly: the use of pronouns and instruments
The second chapter: the title of the astrological identifiers
First, the Holy Quran
Second: What leads to confusion and illusion
And thirdly, general pedagogical identifications
The third chapter: the title of verbal deductions
And first: the media in the media
And secondly, pronouns in pronouns
And thirdly, the generalization
 
Dr.Fatima Ahmed Sayed Shteiwi
Assistant Professor in the Department of Language Origins
Faculty of Islamic and Arabic Studies for girls in Mansoura



 

الكلمات الرئيسية