عجالة الراکـب لتقريب المبتدي في مراجعة القاموس تأليف الشيخ محمد بن أحمد بن عيسى المغربي الثَّعالبي (ت 1080هـ) دراسة وتحقيق

 
فإنَّ تحقيق التراث ونفض التراب عنه يعد عملًا جليلًا وسنة حسنة له أهمية عظمى؛ إذ به تنکشف الفرائد النفيسة والدرر الثمينة من تراثنا العظيم، ونقف على جهود علمائنا الأجلاء، فإن التراث ـ کما يقولون ـ شعاعٌ من الماضي ينير الحاضر والمستقبل.
 
ولعل من خير ما يکشف عنه من هذا التراث؛ ليقدَّم للناس هو ما يتصل بمعجمات العربية؛ إذ هي الوعاء الذي حفظ اللغة من الضياع بعد القرآن الکريم.
 
ويعد کتاب (القاموس المحيط) للفيروزبادي من أشهر المعجمات التي عرفتها المکتبة العربية؛ ونظرًا لشهرته هذه فقد أطلق الناس اسمه على کل معجم لغوي، وأصبح الناس يقولون: "القاموس" بدلاً من أن يقولوا: المعجم.
 
هذا؛ وقد قامت دراسات کثيرة ومتنوعة حول "القاموس المحيط" شارحةً له أو  مختصرة، مستدرکةً عليه أو محشِّية^([1])، أو شارحةً لمصطلحاته.
 
ومن الکتب التي تعرضت للقاموس المحيط بالشرح لمصطلحاته والکشف عن صفاته:   (کتاب عجالة الراکب لتقريب المبتدى في مراجعة القاموس) للشيخ محمد بن أحمد بن عيسى المغربي الثعالبي (ت 1080ﻫ).
 
فقد بيَّن فيه حاجة الناس إلى بيان لغات القاموس وشَرْح مصطلحاته وتوضيح غوامضه؛ حيث قال في مقدمة الکتاب:"... فقد أمرني من غمرني فضله بغاية الإنصاف وأرغمني حکمه عن عدم الخلاف بأن أجعل له بيانًا لإخراج لغات القاموس وتبيانًا لکل اسم مدموس، ففکرت فيما يلائم هواه وتقدرت على ما يريده ويهواه، وبذلت الجهد على حسب طاقتي وفعلت ما يتحمله جل إطاقتي، وأرجو الله أن يکون مطابقًا على المراد موافقًا له ولکل من أراد...
 
حيث ابتدأ بعد المقدمة ببيان عدة أبواب القاموس وفصوله وکيفية ترتيب الألفاظ والمواد داخل هذه الأبواب والفصول وکيفية الکشف عن معاني الألفاظ داخل المعجم، ومنهج صاحب القاموس في ترتيب أبوابه، ثم بيان الحروف الزوائد ومواضعها، والعلة ومواضعها في الأسماء والأفعال، وبيان المشکل في أبواب الکتاب، وإزالة التوهم، والتنبيه على الحروف المقطعة، وسبب الکتابة بالمداد الأسود والأحمر وکيفية الکشف عن الألفاظ في الکتاب، وغير ذلک مما يجده القارئ مبثوثًا في ثنايا الکتاب؛ مما يجعله حري أن يحقق ويخرج للناس.
 
هذا وقد جاء الکتاب في قسمين: قسم الدراسة، وقسم التحقيق، تسبقهما مقدمة، وتليهما فهارس فنية.
 
ففي المقدمة تناولت أهمية الموضوع، والسبب في اختياره، کما عرضت فيها عرضًا موجزًا لقسم الدراسة، ومنهجي الذي سرت عليه في التحقيق.
 
أماالقسم الأول (الدراسة)، فقد اشتمل على فصلين:
 
الفصل الأول:  " التعريف بالمؤلف"،وفيه ثلاثة مباحث:
 
المبحث الأول: (اسمه ونسبه ومولده ونشأته).
 
المبحث الثاني: (شيوخهوتلاميذه).
 
المبحث الثالث: (منزلته وفضله وآثاره ووفاته).
 
الفصل الثاني: "دراسة الکتاب"،وفيه أربعة مباحث:
 
المبحث الأول: (تحقيق اسم الکتاب، وتوثيق نسبته إلى مؤلفه).
 
تحدثت فيه عن اسم الکتاب، ووثقت نسبته إلى صاحبه، وبيَّنت موضوعه وسبب تأليفه.
 
المبحث الثاني: (مصادره).
 
تناولت فيه "مصادر الکتاب" مقسمًا لها إلى مصادر رئيسة وثانوية مبينًا قيمة المصدر في الکتاب، مرتبًا لها حسب العلوم، مع مراعاة الترتيب الألفبائي عند ذکرها.
 
المبحث الثالث: (منهج المؤلف في الکتاب).
 
تناولت فيه "منهج المؤلف" في کتابه من حيث التنظيم والشرح والضبط، وطريقته في النقل عن المصادر التي استقى منها مادة کتابه العلمية.
 
المبحث الرابع : (شواهده وموقفه منها).
 
تحدثت في هذا المبحث عن شواهد من القرآن الکريم، والحديث النبوي الشريف، وبيَّنت موقفه منها.
 
القسم الثاني: التحقيق
 
وقد اشتمل على أمور، منها:
 
 
 
أولاً ـ وصف نسخ المخطوط:
 
فقد وصفت نسخ المخطوط، ووازنت بينها، وبين ما زاد وما نقص منها في أثناء المقابلة، مع إثبات ذلک في الهامش.
 
ثانيًا ـ وضَّحت منهجي الذي سرت عليه في تحقيق النص، والأسس التي قام عليها، منها:
 
أ ) تحرير النص وفق القواعد الإملائية وعلامات الترقيم.
 
ب) توثيق النص من مصادره الأصلية ما أمکن ذلک.
 
ج) ضبط ما يحتاج إلى ضبط.
 
د) تقديم ترجمة موجزة: للأعلام والأماکن والبلدان الوارد ذکرها في الکتاب.
 
ﻫ) تخريج ما ورد في الکتاب من آيات قرآنية، وأحاديث نبوية شريفة، وأقوالٍ للعرب شعرًا ونثرًا.
 
و) علَّقت على ما يحتاج إلى مناقشةٍ وإيضاح.
 
ثالثًا ـ النص المحقق.
 
رابعًا ـ الفهارس الفنية.
 
وختامًا : آمل أن أکون قد وفقت فيما عرضت له في هذا الکتاب، کما آمل أن يکون هذا الکتاب إضافةً إلى المکتبة العربيـة ، وأن يجعله الله خالصًا لوجهـه الکريم ، إنه ولي ذلک والقادر عليه .
 
( وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين )
 
﴿ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَکَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾
 
المؤلف
 
 
 
Abstract
The traveler 's hurry to approximate the beginner in the review of the dictionary by Sheikh Mohammed bin Ahmed bin Issa Maghrabi Thaalabi (1080 H) study and investigation
 
The realization of the heritage and the dust of it is a great work and a good year of great importance. The precious pillars and precious generosity of our great heritage are revealed, and we stand on the efforts of our distinguished scientists. Heritage, as they say from the past, illuminates the present and the future.
Perhaps the best that is revealed from this heritage; to give to people is related to the Arab attacks; it is the container that saved the language of loss after the Koran.
The book "The Surrounding Dictionary" of the Fairuzabadi is one of the most famous adaptations of the Arabic library. Because of its popularity, people have named it in every lexicon, and people say "dictionary" instead of saying "lexicon".
Numerous and varied studies have been done on "The Surrounding Dictionary" as an explanation or concise, familiarized or stuffed, or an explanation of its terminology.
Among the books that have been exposed to the dictionary surrounding the explanation of its terms and the disclosure of its characteristics: (the book of the pilgrim to approximate the beginner in the revision of the dictionary) of Sheikh Mohammed bin Ahmed bin Issa Maghrabi Thalabi (1080 H).
In which he explained the need for people to explain the languages ​​of the dictionary and explain its terms and explain its obscure. He said in the introduction to the book: "... He ordered me to immerse me in his virtues of fairness and forced me to rule not to dispute that I make a statement to remove the dictionary languages ​​and the definition of each name addicted, It suits his passion and appreciated what he wants and desires, and I made the effort according to my energy and did what I bear most of my ability, and I ask God to be compatible with the meaning of the agreement and for all who wanted ...
Dr.
Yasser Rajab Izz al-Din Abdullah