التوجيه اللغوي لقراءة ابن صبيح على ضوء کتاب الکامل في القراءات العشر والأربعين الزائدة عليها للهذلي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المساعد في قسم أصول اللغة بکلية اللغة العربية بالقاهرة جامعة الأزهر أستاذ علم اللغة المشارک في قسم اللغة العربية بکلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة جازان

المستخلص

فإنَّ القرآن الکريم دستور هذه الأمة المحمدية تلقاه المصطفى(r) من لدن رب العالمين بقراءاته المتواترة والمعتمدة في کتب القراءات إذ قال سبحانه وتعالى: "فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ"([1]).
والقراءات القرآنية جزء لا يتجزأ من التنزيل القرآني، بل إنها الصورة الحية التي تترجم عنه، وتلقي الضوء على أصل نصّه المکنون في اللوح المحفوظ لدن رب العالمين إذ قد قال في محکم تنزيله:"إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّکْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"([2])، ومن ثمَّ تبرز أهمية القراءات القرآنية في أنها تصل اللغة بالقرآن إذ هي مصدر أساس للدراسات اللغوية، ومصدر ثراء لمعاني القرآن الکريم، وألفاظه، وأداة تساعد البلاغيين ودارسي اللغة على کشف أوجه إعجاز القرآن الکريم، وأصوات اللغة، ولهجاتها.
والقراءات من أغنى مأثورات التراث اللغوي بالمادة اللغوية التي تصلح أساسًا يُحتذى به في جميع الدراسات، وتمثل مرحلة من مراحل تاريخ اللغة في عصور الفصاحة، ومرآة صادقة تعکس الواقع اللغوي السائد في شبه الجزيرة العربية في وقت تعددت فيه القراءات؛ لذلک تعد مصدرًا أصيلًا في دراسة اللهجات، ومن ثّم عکفَ کثير من الباحثين لدراسة القراءات القرآنية من وجهتها اللغوية: صوتًا، وبنية، وترکيبًا، ودلالة، فنالت نصيبًا موفورًا من البحث والدرس، وقد تناولت تلک الدراسات الکثير من القراءات: متواترها، وشاذها بالوصف والتحليل عدا بعض القراءات والتي منها قراءة "ابن صبيح"؛ لهذا وجهت وجهي شطرها أنقب عن مکنونها، وأجمع متفرَقَها من بطون کتب القراءات والتفسير، وأوثقها، وأوجهها، وسميت هذا البحث "التوجيه اللغوي لقراءة "ابن صبيح" على ضوء کتاب الکامل في القراءات العشر والأربعين الزائدة عليها للهذلي".
وقد کان لاختيار هذا الموضوع عوامل وأسباب، هاک بيانها:
ـ الرغبة في جمع قراءة "ابن صبيح" المتناثرة في بطون کتب: القراءات، والتفسير، ومعاني القرآن وإعرابه في بحث خاص؛ تيسيرًا وتسهيلًا على القراء والباحثين الرجوع إليها.
ـ وجود بعض قراءاته في کتب اللغة والنحو والتفسير استشهادًا بها على بعض المسائل اللغوية. إضافة لِمَ اتسم به أصحاب القراءات من معرفة بالعربية والضبط والدقة والإتقان.
  هذا واقتضت طبيعة هذا الموضوع أن يکون في مقدمة، وتمهيد، ومباحث ثلاثة، وخاتمة، وفهارس متنوعة بأهم مصادر البحث، وموضوعاته.
أما المقدمة فتحدثت فيها عن أهمية الموضوع، وعوامل اختياره، ومنهجي في الدراسة.
أما التمهيد فاحتوى على:
1ـ التعريف بابن صبيح .
2ـ التعريف بالهذلي وکتابه.
3ـ التوجيه مفهومه ونشأته مؤلفاته، مصادره، جوانبه، مجالاته، مناهجه .
المبحث الأول: التوجيه الصوتي للقراءات، واشتمل على:
1 ـ التبادل بين الحرکة والسکون.
2 ـ الإبدال بين الفتح والضم.
3 ـ التقاء الساکنين.
المبحث الثاني: التوجيه الصرفي للقراءات، واشتمل على:
المطلب الأول: التحويل في الصيغ الصرفية، واحتوى على:
1 ـ بنية الفعل وأثرها في الترکيب (أبنية الأفعال ودلالتها).
2 ـ أبنية الأسماء ودلالتها.
المطلب الثاني ـ التبادل بين صيغ الأفعال والمصادر والمشتقات، ويشمل:
1ـ وقوع الفعل الماضي موقع اسم الفاعل
2ـ وقوع الفعل الماضي موقع المصدر (فعَلَ وفعِل):
المطلب الثالث ـ  بين الإفراد والجمع (العدد)، ويضم:
1ـ وضع المفرد موضع الجمع
2ـ اختلاف صيغ الجمع فُعَالى وفَعْلَى
3ـ بين فَعَل وفُعُل
المبحث الثالث: التوجيه الترکيبي (النحوي) وصوره في القراءات، واشتمل على: 
المطلب الأول ـ الأسلوب العدولي، واشتمل على:
أولًا ـ العدول عن الخطاب إلى الغيبة.
ثانيًاـ العدول عن الغيبة إلى الخطاب.
ثالثًاـ العدول عن التکلم إلى الغيبة.
رابعًا ـ العدول عن التکلم إلى الخطاب.
المطلب الثاني ـ التذکير والتأنيث، ويشمل:
1ـ تذکير الفعل وتأنيثه.
2ـ التقارض بين تاء الفاعل وتاء التأنيث (بين فَعَلْتَ وفَعَلَتْ)
المطلب الثالث ـ الاختلاف في الإعراب، وضم ما يلي:
1 ـ بين النصب والرفع
2 ـ بين الجرّ والرفع:
3 ـ بين الجزم والرفع:
المطلب الرابع ـ متفرقات، واشتمل على:
1 ـ الإسناد:(الإسناد للفاعل ـ الإسناد للمفعول).
2 ـ "إنَّ" المکسورة بين التشديد والتخفيف.
3 ـ فتح همزة إنّ وکسرها.
4 ـ جواز إعمال "لا" النافية للجنس وإهمالها.
5 ـ العطف على جواب الشرط بالفاء.
6 ـ وقوع الماضي حالًا بدون قد.
7 ـ التنوين وحذفه (التنوين مقابل الإضافة).
أما الخاتمة فاحتوت على أهم النتائج التي توصل إليها البحث، ثم جاءت الفهارس المتنوعة واشتملت على: فهرس المصادر والمراجع، والموضوعات.
 وکان منهجي في عرض القراءة کالآتي:
ـ ذکرت الآية القرآنية التي فيها قراءة "ابن صبيح" ضابطًا إياها على قراءة حفص عن عاصم مع بيان اسم السورة ورقم الآية.
ـ وضعت لها العنوان اللغوي المناسب لها، ثم توجيهها بالتوجيه اللغوي المناسب لها، مستعينًا بما تيسر من کتب: القراءات، والتفسير، واللغة .
ـ بيّنت الأماکن التي وردت فيها القراءة، وذلک من المصادر والأسس التي اعتمدت عليها مراعيًا الترتيب الزمني لها، ذاکرًا أسماء القراء ـ غالبًا ـ الذين وافقوه أو وافقهم في هذه القراءة.                   
ـ الاستشهاد ببعض الآيات القرآنية، والأحاديث، والأبيات الشعرية متى احتاج الأمر لذلک، مع توثيق ما استشهدت به من مصادره المعتمدة.
ـ راعيت الترتيب الألفبائي في وضع القراءات داخل الظاهرة الواحدة.
ـ العناية بالتوجيهات الدلالية الناشئة عن اختلاف القراءات، مسترشدًا بسياق الآية قدْر ما يوفق الله عز وجل.
وختامًا آمل أن أکون قد وفقت فيما عرضت له، حيث إني لم أدَّخر جهدًا في سبيل کتابة هذا البحث، وکشف اللثام عن هذه القراءة، سائلًا اللهَ أن ينفع به، وأن يجعله في ميزان حسناتي يوم القيامة إنه ولي ذلک والقادر عليه، وصلي الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه في کل لمحة وحين، عدد خلقه، وزنة عرشه، ومداد کلماته.                          
المؤلف



 

الكلمات الرئيسية