دلالة اللفظ بين اللغة والتفسير في ضوء کتاب غريب القرآن وتفسيره لابن اليزيدي (ت 237هـ)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس بقسم أصول اللغة فى کلية اللغة العربية بأسيوط

المستخلص

 الحمد لله رب العالمين ، الذي أنزل القرآن بلسان عربي مبين، وأصلي وأسلم على أشرف الخلق وخاتم النبيين محمد بن عبد الله الصادق الأمين ، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وبعد :
فإنَّ ألفاظ اللغة العربية التي دونت في معجمات خاصة بها منذ وقت مبکر من تاريخ التأليف والتدوين لدى علماء اللغة والمهتمين بها ، قد تضمنت کل لفظة منها مدلولات متعددة أو معاني متنوعة ، فأصبح لکلٍ منها معنى أصلي بحسب الاستعمال الأول لها في کلام العرب ، ثم اکتسبت – بسبب الفصاحة وتنوع العبارات والأساليب – معاني أُخر تفرعت عن ذلک المعنى؛ فهناک الدلالة العرفية التي تعارف عليها أبناء المجتمع العربي قديمًا في مجال معين من مجالات الحياة الاجتماعية ، وهناک معانٍ جدت للألفاظ نتيجة لما طرأ عليها من تطور في دلالتها في ظل تاريخ الاستعمال اللغوي ، فانتقل اللفظ من معناه أو تعداه إلى معنى آخر بالمجاز أو التخصيص أو التعميم أو غير ذلک مما هو معروف في مظاهر التطور الدلالي ، واکتسبت تلک الألفاظ من خلال سياقات الکلام وترابط الجمل معاني غير تلک المعاني المتطورة ، دعت إليها مقامات الحال ، وفُهِمَ المعنى المراد منها في النص بحسب ما قد أحاط بها من کلمات وجمل ، فأصبح لها في ظل السياق معانٍ ثانوية بجانب المعنى الأصلي أو التطوري ، کالدلالة اللزومية والدلالة التضمنية أو غيرها مما يستدعيه السياق ، وهو ما يسمى عند علماء اللغة المتقدمين بـ " معنى المعنى " .
 کل تلک الطرق الدلالية المتنوعة قد استقر استعمالها وعُبِّدت لدى المجتمع العربي منذ اکتمال مراحل النضج والفصاحة عند العرب من أوائل العصر الجاهلي وحتى مجيء الإسلام .
 والقرآن الکريم فصيح ، بلغة الفصحاء من العرب نزل ، فکان خير مصور لما عليه اللغة العربية من تنوع لمعاني الألفاظ في أساليبه وعباراته القوية المحکمة، وقد أفصح عن ذلک علماء التفسير وأهل التأويل ، وخاصة المتقدمين منهم کأبي عبد الرحمن عبد الله بن يحيى اليزيدي في کتابه : " غريب القرآن وتفسيره " .
لذا فقد وقع اختياري على هذا الکتاب ؛ لأتناول من خلاله موضوع هذا البحث ، والذي جاء بعنوان : " دلالة اللفظ بين اللغة والتفسير في ضوء کتاب غريب القرآن وتفسيره لابن اليزيدي المتوفى سنة 237هـ .

الكلمات الرئيسية