بلاغة التصوير في قصة سفينة نوح عليه السلام

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الازهر

المستخلص

فمن قصص الأنبياء والمرسلين عليهم السلام في القرآن الکريم، قصة نوح عليه السلام مع قومه، وهو أول الرسل وأطولهم حواراً مع قومه، وقد وردت أحداث قصته في العديد من سور القرآن الکريم کالأعراف ويونس وهود والشعراء والصافات والقمر على تفاوت في الإجمال والتفصيل، وخصه الله بسورة کاملة سُمِّيت باسمه، ، وهذا التعدد في إيرادها إنما يدل على أهميتها وعظم العبر التي تحملها. فهي تحکي أول تجربة من تجارب الدعوة إلى الله في الأرض، وتمثل أطول جولة من جولات الصراع بين الحق والباطل والخير والشر، وتکشف عن صورة من صور رحمة الله تعالى بالإنسان وعنايته به بإرسال رسله إليه مبشرين ومنذرين، وتجسد صورة من صور الجهد الثقيل والصبر الجميل والإصرار الکريم من قبل نوح لهداية قومه رحمة بهم وعطفاً عليهم. وقد جاءت أحداث قصة نوح وحلقاتها في القرآن في أسلوب بياني معجز يتبوأ من البلاغة ذروتها.
 وقد  اقتصرت  في دراستي هذه على مشاهد صنع السفينة وما تلاها من مشاهد الطوفان وغرق القوم الظالمين، لأن هذه المشاهد بما فيها من تفصيل ـ بالنسبة لغيرها في مواضع أخرى ـ لم ترد إلا في سورة هود، فقد ذکرت مجملة في سورة القمر وأشير إليها في سور أخرى کالأعراف ويونس، لذا  آثرت أن تکون وقفتي مع هذه المشاهد لنقف بصورة أدق مع روعة التصوير وإعجاز البيان القرآني الذي حکى أحداثها في نمط بديع موجز وقف العلماء أمامه مبهورين من بلاغته.
وقد قمت بتقسيم البحث إلى خمسة مشاهد:
المبحث الأول: المشهد الأول إخبار نوح بعدم إيمان قومه وأمره بصنع السفينة.
    المبحث الثاني: المشهد الثاني تصوير سخرية قوم نوح من صنع السفينة.
    المشهد الثالث: تصوير أحداث الطوفان وکيف أخذت السفينة تمخر بالمؤمنين في أمواج کالجبال.
     المشهد الرابع :سکون الغضب واختفاء الماء وهدوء الدنيا وعودة کل شيء إلى ما کان.
     المشهد الخامس: نداء نوح ربه في شأن ابنه.
     الخاتمة: وفيها أهم النتائج التي وقف عليها البحث.

الكلمات الرئيسية