الصورة البيانية في ديواني الإمامين ( على – رضي الله عنه- والشافعي – رحمه الله - ) ( دراسة موازنة )

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المساعد بکلية اللغة العربية بجرجا ـ جامعة الأزهر والأستاذ المساعد بجامعة سلمان بن عبدالعزيز بالمملکة العربية السعودية

المستخلص

فإن الشعر کان ومازال وسيظل مفخرة من مفاخر العرب ؛ لأنه طريق إلى فهم کتاب الله – سبحانه وتعالى-، والکشف عن أسراره ولطائفه.
من أجل هذا اختارت الدراسة نموذجًا تميز بالبلاغة وشهد له القاصي والداني بالفصاحة ، وتراثه شعرًا ونثرًا يشهد بذلک وهو الإمام علي - رضي الله عنه وأرضاه -، کما اختارت نموذجًا آخر لإمام ورع تقي حکيم من الخلف الصالح ؛ لتعقد موازنة بينهما في الصورة البيانية ، لا لغرض تفضيل أحدهما على الآخر ؛ فمن المعلوم سلفًا فضل الإمام علي - رضي الله عنه - في الفصاحة والبيان ، ولکن هدف الموازنة تقرير سريان الذوق البياني والحکمة من السلف إلى الخلف ، وانتقال السليقة اللغوية من جيل إلى جيل متى توافرت الهمم على ذلک واعتنى الناس بها فيما هنالک .
کما أن الإمام على – کرم الله وجهه- رابع الخلفاء الراشدين المهديين ، والإمام الشافعي صاحب المذهب الفقهي الثالث عند أهل السنة والجماعة ، وقد


اشتهرا بذلک عبر ربوع الأمة وأجيالها مما جعل البعض يعتقد أن کلا منهما عالم من علماء الدين والفقه فحسب ، ويغفل کثير من الناس عن إنتاجهما الشعري ، وما تميزا به من صور بلاغية رائعة ، مما جعلني أقوم بهذه الدراسة ؛ لأسلط الضوء على جانب الشاعرية عندهما من خلال الصورة البيانية ، وما کان يتمتع به کل منهما من رقة وإحساس ، يعکس لنا طبيعتهما الشخصية.
فجاء هذا البحث تحت عنوان " الصورة البيانية في ديواني الإمامين ( على – رضي الله عنه- والشافعي – رحمه الله - ) " دراسة موازنة " . 
         وعلى الرغم من أهمية الموضوع، وما يعالجه من قضايا مهمة تخص الإمامين ، إلا أنني لم أقف – فيما أعلم - في مکتبة الدراسات البلاغية بصفة خاصة، والعربية بصفة عامة على دراسة علمية محُکمّة أو غير محُکمّة، تتناول الموازنة بين الصورة البيانية في شعرهما .
ومن ثم عقدت العزم على العمل في هذه الدراسة التي تبرز براعة الإمامين في الملاحظة والتصوير والرصد الدقيق لأبکار المعاني وأفرادها.
کما تسعى الموازنة إلى بيان خصائص الصورة في جيل السلف خلال دراستها في شعر الإمام علي - رضي الله عنه - وخصائصها في جيل خلفهم من أهل العلم والورع خلال دراستها في شعر الإمام الشافعي ، ومدى الاختلاف أو الاتفاق بينهما في الآليات والجماليات والأغراض .
کما يسعى البحث في مجمله إلى الکشف عن عبقرية الإيجاز في دقائق الصورة وما احتوت عليه من حکم بالغة يحتاجها شباب الأمة اليوم ، فتتحقق
الفائدة من وجهين:
 الأول : تربية الملکة والذوق البياني الذي يحيي جانبًا مواتًا من اللغة في نفوس الشباب الذي استهوى بعض اللغات الأخرى ، فاستهان بلغته ولم يدرک روعتها وفضلها على غيرها .
الوجه الاخر : نشر حکمة الإمامين والتي اشتهرا بها وشملت کثيرًا من الجوانب الخلقية والنفسية التي يحتاجها التربويون والمعلمون والدعاة في معالجة مشاکل النشأ.
أهداف الدراسة :
أولا : إلقاء الضوء على الصور البيانية الرائعة ، التي ساهمت کثيرا في تصوير الواقع الذي عاشه الإمامان.
ثانيا : الموازنة بين الصور البيانية في شعرهما من حيث آليات الصورة وجمالياتها ومن حيث الکثرة أو القلة ، ومدى توظيف کل منهما لهذه الصور .
ثالثا: إثبات موهبتهما الشعرية ، التي سخرها کل منهما في خدمة الدين ، والحث على الأخلاف الفاضلة التي دعا إليها ديننا الحنيف .
رابعا : التأکيد على أن أکثر الصور البيانية عندهما کانت منتزعة من واقعهما الاجتماعي ، مما کان له دور کبير في تأثيرها في المتلقي .
خامسا : تهدف الدراسة من خلال الصورة البيانية إلى معرفة ما بداخل کل منهما ، والحکم عليه من خلال الربط بين أجزاء الصورة البيانية.
أما عن منهجي في هذه الدراسة فاعتمدت منهج التحليل البلاغي الذي يتتبع دقائق التصوير ويحلل أجزاء الصورة ويصل إلى عمقها ليکشف ما لها وما عليها ، کما اعتمدت المنهج الموازن الذي يبرز خصائص الصورة عند الإمامين ، وما يمتاز به کل منهما ، ثم أسير کالتالي:
أولا :اعتمدت الدراسة على ديوان الإمام علي – رضي الله عنه –ت/ د/ محمد عبد المنعم خفاجي- دار ابن زيدون – مکتبة الکليات الأزهرية – من دون ، وديوان الإمام الشافعي –


رحمه الله-اعتنى به / عبد الرحمن المصطاوي – دار المعرفة – بيروت- لبنان-الطبعة الثالثة – 1426ه-2005م.
ثانيا: أقرأ شعرهما قراءة متأنية، تتسم بالدقة والتروي والتمعن.
ثالثا :استخراج الأبيات الشعرية التي حملت صورا بيانية ظاهرة .
رابعا: أصنف الأبيات الشعرية على حسب سياقها.
خامسا :في بداية کل سياق ، تذکر الدراسة نبذة قصيرة عنه.
سادسا: أحلل الصورة البيانية في کل بيت تحليلا کاملا ، دون الفصل بين أجزائها ؛ لأنه سيؤدي إلى التکرار ، فضلا عن ذهاب بلاغتها .
سابعا: في نهاية کل سياق ، أقوم بالموازنة بين المقطوعتين، من حيث ما تميزت به کل مقطوعة عن الأخرى، وما اعتمدت عليه من صور بيانية ساهمت في أداء الغرض على أکمل وجه.
ثامنا: وضحت في الهامش بعض الألفاظ الغامضة في الأبيات .
تاسعا: ضبط الآيات القرآنية والأبيات الشعرية بالشکل من باب إتمام الفائدة .
وقد جاءت الدراسة في مقدمة، وتمهيد، وستة مباحث ، وخاتمة وفهرس للمصادر والمراجع:
فأما المقدمة: فبينت فيها أهمية الموضوع، وسبب اختياري له.
وأما التمهيد: فجاء على شقين:
الشق الأول: نبذة عن الإمامين.
الشق الثاني: الصورة البيانية عند علماء البلاغة.
المبحث الأول: الصورة البيانية في  سياق الصمود في مواجهة الأحداث ، والرضا بالقضاء.
المبحث الثاني: الصورة البيانية في سياق الحث على طلب العلم.
المبحث الثالث: الصورة البيانية في سياق مخاطبة السفيه.
المبحث الرابع : الصورة البيانية في سياق الزهد في الدنيا.
المبحث الخامس : الصورة البيانية في سياق حقيقة المال  .
المبحث السادس : خصائص الصورة البيانية عند الإمامين.
وأما الخاتمة: ففيها أهم النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة.

الكلمات الرئيسية