ما جاء على صيغة فَعُول دراسة لغوية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المشارک في کلية اللغة العربية جامعة أم القرى – مکة المکرمة

المستخلص

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام  على خير خلق الله تعالى أجمعين سيدنا محمد بن عبد الله النبي الأمي الأمين ، وعلى آله وأصحابه وأتباعه ومن سلک مسلکه واستن بسنته إلى يوم الدين وبعد ...
فهذه دراسة بعنوان: "صيغة فَعُول دراسة لغوية" وهذه الصيغة إحدى صيغ الأسماء في اللغة العربية .
وقد سبق لي أن درست صيغة (فُعْلَى ) ، وکذا (الأبنية المختصة باسمٍ أو صِفة في کتاب سيبويه)ورأيت في هذه الدراسات ما يستحق النظر والدراسة ،فاخترت صيغة (فَعُول) لتکون موضوع بحث جديد . 
ويرجع السر في اختيار هذه الصيغة دون غيرها لدراستها دراسة لغوية  إلى أمور أهمها :
أ خلو مکتبة الدراسات اللغوية   فيما قرأت - من عمل علمي خاص بصيغة " فَعُول " يجمع القضايا المتعلقة بها في مکان واحد ويدرسها .
ب تعدد استعمالات هذه الصيغة  ، فهي تارة تستخدم اسمًا نحو : عَتُود ، وعَمُود، وخَرُوف .وتارة تستخدم نعتًا نحو فرس  عقوف ، وبئرٌ شَطُون ، وريحٌ سَمُومٌ . وتارة تستخدم مصدرًا نحو (وَلُوع )، و (قَبُول) وتارة تستخدم بمعنى مفعول نحو (رَکُوب) ، وغير ذلک مما سيتضح في موضعه من البحث ؛وهذا أمْرٌ  يجعلها جديرة بالجمع والدراسة .
ج تعدد القضايا الصرفية المتعلقة بهذه الصيغة المتناثرة في بطون الکتب کجمعها ، وتأنيثها ، والنسب إليها ، وإعمالها وغير ذلک من القضايا التي سنعرض لها في ثنايا ال-بحث ، وهذا أمْرٌ يجعلها في حاجة ماسة أيضًا إلى الجمع والدراسة .
 ورأيت أنه يمکن دراستها من جهتين :
الأولى : من جهة الدلالة .
الأخرى : من جهة ما تختص به من أحکام لغوية متنوعة .
وقد سُبِقت هذه الدراسة بدراسات سابقة ، يمکن الحديث عنها في نقطتين :
الأولى  :الدراسات الخاصة بصيغة " فَعُول " على وجه الخصوص .
 والأخرى :الدراسات الصرفية المتعلقة بدراسة صيغة ما من صيغ الأسماء العربية .
فأمَّا دراسة صيغة " فَعُول " فلا أعلم دراسة علمية مستقلة ، تناولت هذه الصيغة بالدراسة؛ لا من جهة الدلالة ،ولا من جهة الأحکام الصرفية . ولکنها وردت ضمن دراسات تراثية قديمة في ديوان الأدب للفارابي ، وعرض لبعضها الغريب المصنف لأبي عبيد ، وجاء في إصلاح المنطق لابن السکيت بعض صيغها ، ونجد المخصص لابن سيده قد أفرد لها ذکرًا خاصًّا جاء تحته أغلب ألفاظها ، وجاءت في دراسات حديثة ضمنًا کما في صيغ المبالغة القياسية : اتحاد المبنى والمعنى للروابدة ، و الصِّفَة المُشَبَّهَة وَمُبَالَغَة اسمِ الفَاعِلِ في القرآنِ الکَرِيمِ     دِرَاسة صَرْفِيَّة نَحْوِيَّة دِلالِيَّة لسمير  محمد عزيز  نمر موقده . وإتحاف الخلان بصيغتَي فُعُول وفَعُول في القرآن : دراسة تصريفية تطبيقية للدکتور فتحي أحمد عبدالعال .إلى غير ذلک مما أفيد منه وأقيده في مراجع الدراسة .
وأمَّادراسة صيغة من صيغ الأسماء في العربية دراسة صرفية فکانت لي دراسة سابقة بعنوان : " صيغة (فُعْلَى )في العربية " ، ودراسة أخرى بعنوان : " الأبنية المختصة باسمٍ أو صِفة في کتاب سيبويه " .
وللأستاذ الدکتور علي بن عبدالله القرني دراسة عن صيغة (فَعُل) ، وللدکتور محمد الروابدة دراسة عن صيغ المبالغة القياسية "اتحاد المبنى والمعنى ".ولعاصم شحادة علي دراسة بعنوان (المعاني الوظيفية لصيغة الکلمة في الترکيب دراسة في الدلالة ،وللأستاذ الدکتور سليمان بن إبراهيم العايد دراسة عن صيغة (فِعْل)في العربية .إلى غير ذلک مما لا يمکن حصره .وللطيفة إبراهيم النجار دراسة بعنوان (دور الظاهرة الصرفية في وصف الظاهرة النحوية وتقعيدها ).
هذا عن الأعمال السابقة أما مصادر جمع ما يتعلق بصيغة " فَعُول " فسأعتمد على ما جاء في کتب التراث وکتب علماء الصرف المحدثين ، فمن کتب التراث الکتاب لسيبويه ، وشرح الکتاب للسيرافي ، وشرح المفصل لابن يعيش ، وديوان الأدب للفارابي ، وإصلاح المنطق لابن السکيت، وأدب الکاتب لابن قتيبة ، والمخصص لابن سيده ، ومعاجم اللغة عمومًا . ومن کتب علماء الصرف المحدثين کتاب التبيان في تصريف الأسماء للدکتور أحمد حسن کحيل ، وعدد من الرسائل الجامعية ، والأبحاث العلمية ، منها : الصفة المشبهة وصيغ مبالغة اسم الفاعل في القرآن الکريم ، وصيغ المبالغة وطرائقها في القرآن الکريم ، وصيغ المبالغة القياسية : اتحاد المبنى والمعنى . وغير ذلک  من الکتب التراثية والحديثة والأبحاث العلمية الجادة التي سبق ذکرها التي سأفيد منها وأجمعها وأذکرها في عجز هذه الدراسة .
وتقتضي خطة هذا البحث أن يأتي في شکل مقدمة تبيِّن ماهية الموضوع ، وأهميته ، والباعث عليه ، والأعمال السابقة ، ومصادره ، وخطته ، ومنهجه ، وصعوباته . ويأتي بعد المقدمة تمهيدٌ يتناول لمحة عن معاجم الموضوعات ، والعلاقة بينها وبين الحقول الدلالية ، ويبيِّن مفهوم الصيغة ،ويناقش البنية والهيئة والوزن ،ويُلَخِّصُ ما بين هذه المصطلحات من افتراق واتفاق . ثم يأتي صلب البحث في أربعة مباحث  :
 المبحث الأول : التغييرات الصوتية ، وفيه مطلبان  .
المبحث الثاني :التغييرات الصرفية ،وفيه ثلاثة مطالب .
المبحث الثالث : الأحکام النحوية لصيغة فَعُول ، وفيه مطلبان  .
المبحث الرابع :التَّنَوُّع الدلالي لصيغة فَعُول ، وفيه مطلبان .
وفيما يتعلق بمنهج البحث فسأستخدم المنهج المعياري عند ذکر القواعد الخاصة بقضايا هذه الصيغة ، والمنهج الوصفي التحليلي الذي يصف الظاهرة ويحاول تفسيرها والوقوف على أسرارها . وبالله التوفيق ،،،

الكلمات الرئيسية