الإمام البخاري ومنهجه في صحيحه

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس الحديث وعلومه بکلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة

المستخلص

ان الحمد لله، نحمدُه ونستغفره ونستعينه ونستهديه ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا، من يهْدِ اللهُ فلا مضِلَّ له ومن يضلل فلا هادي له.  وأشهد أنْ لا إله إلا اللهُ وحده لا شريک له وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه ، بعثه اللهُ رحمةً للعالمين هادياً ومبشراً ونذيراً.  بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصحَ الأمّةَ فجزاهُ اللهُ خيرَ ما جزى نبياً من أنبيائه. صلواتُ اللهِ وسلامه عليه وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، وعلى صحابته وآل بيته ، وعلى من أحبهم إلى يوم الدين.
المقدمة:
إن أهمية السنة النبوية لا تخفي على عامّة المسلمين فضلا عن علمائهم، فهي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الکريم. ولقد أمرنا الله تعالى أن نطيع النبي r، في ما أخبر وقد حض رسول الله r على العناية بأحاديثه روايةً ودرايةً  روى الترمذي بسنده عَنْ سِمَاکِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ – r – يَقُولُ ( نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا شَيْئًا فَبَلَّغَهُ کَمَا سَمِعَ فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ ) ([1]) ، فعرف السلف الصالح للسنة قدرها ومکانتها، فدونوها في المصنفات والکتب، وحکموها في جميع شؤونهم،ولا يزال الحديث النبوي محل عناية کبيرة من علماء المسلمين عموماً والمحدثين على وجه الخصوص0
وقد اتفق علماء الأمة قديماً وحديثاً على أن صحيح الإمام البخاري وصحيح الإمام مسلم هما أصح کتابين بعد کتاب الله عز وجل وأن الأحاديث المسندة المتصلة المذکورة فيهما أحاديث صحيحة ثابتة عن رسول الله r .
قال الإمام النووي : (اتفق العلماء رحمهم الله على أن أصح الکتب بعد القرآن العزيز الصحيحان البخاري ومسلم وتلقتهما الأمة بالقبول. وکتاب البخاري أصحهما وأکثرهما فوائد ومعارف ظاهرة وغامضة). ([2])
 قال الذهبي : وأما جامع البخاري الصحيح فأجل کتب الإسلام وأفضلها بعد کتاب الله تعالى0([3])
و لا يخفى على طالب العلم مدى أهميّة الإحاطة بمناهج الأئمة الحفاظ في کتبهم. وعلى رأس هؤلاء الأئمّة أصحاب الکتب الستة،وخاصاً ان الإمام البخاري لم يفصح عن شرطه في الجامع الصحيح.
قال السخاوي :(فاعلم أنه لم يصرح أحد من الشيخين بشرط في کتابه ولا في غيره)([4])
وقد حاولت في هذا البحث المتواضع  ان اقرب وأيسر للطالب منهج البخاري في الصحيح ليقف علي تمييز أحاديثه وعبقريته في  تراجم الأبواب وغيرها من الکنوزالحديثية0
نسال الله السميع العليم التوفيق والسداد0وينفعنا وينفع به المسلمين0

الكلمات الرئيسية