تأثير القراءات القرآنية في توجيه الدلالة، مرفوعات أبي جعفر المدني، دراسة ترکيبية في الثلث الأول من القرآن الکريم.

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة جنوب الوادي ـ قنا ـ مصر

المستخلص

والقرآن الکريم مَادَّةٌ کُبْرَى لِعُلُومِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ؛ فأَئِمَّةُ الْعَرَبيَّة من النحاة وعلوم اللغة لمّا قرأوا الْقُرْآنَ قَرَأُوهُ بِلَهَجَاتِ الْعَرَبِ الَّذِينَ کَانُوا بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ فِي الْأَمْصَارِ الَّتِي وُزِّعَتْ عَلَيْهَا الْمَصَاحِفُ؛ لذا فقد رأينا سيبويه في " الکتاب" يعتمد اعتمادا فائقا على الشاهد القرآني، بل يعدّ مصدرا مهمًا لسيبويه حينما وضع القواعد، ودوّن الأصول، وکما أفاد علماء اللغة - والنحاة في صدارتهم- من القرآن، فإننا نجد کذلک أن علماء القرآن قد أفادوا من تعلّم النحو؛ حيث إن النٌحو العربيٌ لم يُعن به النٌحاة فحسب، وإنٌما قد اهتمّ به المفسرون؛ لأن فهم آيات القرآن الکريم متوقف على إدراک المعاني النحوية، ولا يتحقق ذلک إلا لمتمکِّنٍ من النحو، وملمٍّ بأبوابه وفصوله، عارفٍ بمسائل الخلاف فيه، ولقد کانت القراءات القرآنية المرآةَ الصادقة التي تعکس الواقع اللغوي؛ حيث إنها آصل المصادر جميعا في معرفة اللهجات العربية؛ فمنهج نقلها يعتمد على شرط التلقي والعرض، وهما أصح الطرق في النقل اللغوي، وهذه الطريقة تختلف عن کل الطرق التي نقلت بها المصادر الأخرى کالشعر والنثر، بل تختلف عن طرق نقل الحديث النبوي الشريف، ومن هنا عنى البحث بدراسة مدى تأثير القراءة القرآنية في توجيه الدلالة، وتخيّر مرفوعاتِ أبي جعفر المدني، مجالا لإظهار ذلک الأثر في توجيه المعنى اللغوي للترکيب القرآني.

الكلمات الرئيسية