تُلقي هذه الدراسة الضوء على جانب من جوانب دراسة المَبنَى في العربية، فترصد أبرز ملامح اعتناء العربية بمبانيها، أو قوالبها، وما انطوت عليه هذه الملامح من إجراءات ووسائل استعانت بها في سياق مراعاتها هذه الملامح، وما تحمله من رعاية للقالب أو المَبنَى. وتأتي أهميتها من أن دراسة الجانب المذکور يُوقف على جانب من جوانب حِکمة العربية التي اعتنت بمعانيها ودلالاتها، کما اعتنت بمبانيها، وأصلحتْها، وراعت اعتدالَها وتناسُقها، وصدرت عن إجراءاتٍ تحول دون زوالها، أو الإضرار بها، أو فوات الغرض من وضْعها. وقد رصدت في ثمانية مباحث – تسبقها مقدمة، وتمهيد- أبرز تلک الملامح، ثم ضمّنت الخاتمة أهمّ النتائج. ومن أهم نتائجها: أن للمباني في السلوک اللغوي نصيبا من الرعاية والعناية لا يقلّ عن نصيب المعاني والدلالات، وأن رصْد ملامح اعتناء العربية بمبانيها يتخطّى في کثير من تطبيقاته وأمثلته مجرد الدراسة الصرفية لکلمات العربية، إلى رحابة فِقْه العربيّة، وسبْر أغوارها، واستنطاق أسرارها، وأن لأحرف المباني الأصلية في العربية حُرمَة وحصانة ليست للزوائد.