التجربة التأملية في شعر (فخري أبو السعود) (دراسة موضوعية وفنية)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس الأدب والنقد في کلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بدمياط الجديدة

المستخلص

        الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وأصحابه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
ففي تاريخ أدبنا الحديث کثير من الشعراء الموهوبين الذين لم يعمروا طويلاً فألقوا عصا ترحالهم، ولم يعن أحد بجمع نتاجهم، وطوتهم غلائل النسيان، وجحدهم الخلان، فعاشوا في دائرة الظل ردحا من الزمان، ومن هؤلاء الشعراء،           الشاعر (فخري أبو السعود)الذي أفل نجمه سريعا قبل أن يتم الثلاثين،            فودَّع ربيع حياته کما ودعها الشاعر (محمد عبد المعطي الهمشري)، والشاعر (هاشم الرفاعي)، والشاعر (صالح الشرنوبي)، والشاعر (أبو القاسم الشابي)،                   والشاعر (فوزي المعلوف) وغيرهم.
وکان من الممکن أن يظل (أبو السعود) نسيًا منسيًا، لولا بضعة مقالات ظهرت عقب وفاته للدکتور (زکي نجيب محمود)، والشاعر (محمد عبد الغني حسن)، والشاعر (أحمد فتحي مرسي)، بالإضافة إلى کتاب من القطع الصغير ظهر عنه للشاعر (عبد العليم القباني) عام 1973، وقد جمع فيه بعضًا من شعره المتناثر، وألقى الضوء على أطراف من حياته التي اخترمت في عمر الورد.
        وقد أذن الله 1 لشعر (فخري أبو السعود) أن يشهد انبثاق النور في سماء الشعر، بعد أن ظل عقودًا محتضرًا على فراش الصمت والتصامت!، فقامت الهيئة المصرية العامة للکتاب بجمع زهرات شعره المتضوعة هنا وهناک في الصحف والمجلات الأدبية، تکريمًا لهذا الشاعر الشاب الذي تاه إبداعه في ضجيج الطبول النحاسية بموسيقاها المهرجانية التي کثيرًا ما کرمت الشعراء الکبار وأتخموا من کثرة هذه التکريمات!.
        ولکني أعود فأعتب على هذه الدار؛ حيث لم تعن بجمع شعره تمام العناية، فما بين دفتي هذا الديوان کمّ کثير من الأخطاء المطبعية لا يغتفر، مما أثر بالسلب على رونق شعر الشاعر، ومما سبب فيه کسورًا عروضية عانى الباحث منها أشد العناء.
وتعد هذه من الصعوبات الحقيقية التي واجهتني أثناء عکوفي على هذا البحث ومعايشتي لجزئياته، فضلا عن قلة الدراسات النقدية التي عنيت بالحديث عن الشاعر، مما دفعني إلى التأني کثيرا في إصدار أحکامي، متوخيا الدقة والموضوعية قدر ما استطعت.
        والشاعر (فخري أبو السعود) يجنح إلى التجارب التأملية التي تصبغ مشاعره وجلَّ شعره بصبغة التأمل والفلسفة فهو شاعر يتأمل خبايا النفس، ويحلق في أسرار الکون وخفايا الوجود، وهذا مما حفزني ودفعني إلى ارتياد آفاق التجربة التأملية في شعره للوقوف على معالمها وأبعادها الموضوعية والفنية.
        وقد اقتضت طبيعة هذا البحث أن يأتي في فصلين، يسبقهما تمهيد، وتعقبهما خاتمة، ثم تأتي في النهاية قائمة المصادر والمراجع.
        أما التمهيد فجاء بعنوان: (الشاعر فخري أبو السعود في مرآة عصره)،          وقد تناولت من خلاله:
أولاً: إضاءات على حياته.
ثانيًا: نتاجه الشعري ومذهبه الأدبي.
        وأما الفصل الأول فجاء بعنوان: (آفاق التجربة التأملية في شعر                       فخري أبو السعود) وفيه قمتُ بتعريف التأمل والوقوف على مصطلح التجربة التأملية، ثم دلفتُ إلى استعراض آفاق التجربة التأملية عند الشاعر، وجاءت على النحو التالي:
المبحث الأول:  التأمل في الذات.
المبحث الثاني: التأمل في الطبيعة.
المبحث الثالث: التأمل في الحب.
المبحث الرابع: التأمل في الحياة.
المبحث الخامس: التأمل في المصير الإنساني (الموت).
        بينما جاء الفصل الثاني بعنوان: (الخصائص الفنية للتجربة التأملية في شعر فخري أبو السعود) ويحتوي على المباحث التالية:
المبحث الأول:  التجربة الشعرية.
المبحث الثاني: اللغة وبناء الأسلوب.
المبحث الثالث: الصورة الفنية.
المبحث الرابع: الموسـيقـى الشعرية.
        وتأتي بعد ذلک خاتمة البحث، وفيها ذکر لأهم النتائج المستفادة من هذه الدراسة بعد التعايش مع جزئياتها.
        ثم يأتي في النهاية ثبت بالمصادر والمراجع التي أفدتُ منها.
        وبعد فهذه الدراسة المتواضعة ما هي إلا نتاج اجتهاد قد يجانبه الصواب في بعض صفحاتها، وقد يتعانق معها الاجتهاد الصائب في بعضها الآخر.
وحسبي قول الله تعالى : 
                                                                            الباحث
 

الكلمات الرئيسية