مما رآه الجنان في جنتي الرحمن نظرية وتطبيق على نحو النص بين التليد والجديد

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الأزهر الشريف

المستخلص

الحمد لله رب العالمين؛ حث عباده على القراءة والزيادة من العلم؛ فکانت أولَ کلمة نزلت من القرآن الکريم:" اقْرَأْ " وکان الدعاء الأوحد بالزيادة في القرآن المجيد هو طلب العلم؛ فقال ـ سبحانه ـ:" وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا " [طه:114].
وأشهد أنْ لا إله إلا الله، وحده لا شريک له، " خَلَقَ الْإِنْسَانَ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ " .
وصلاة وسلاما دائمين متلازمين على خيرِ مَنْ نطق الضاد؛ سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ـ .     وبعد ...
فالناظر في الدراسات اللغوية الحديثة من اللسانيات، ونحو النص، وتحليل الخطاب وغيرها؛ يجدها بعضُها يموج في بعض بسبب إشکالية المصطلحات وتداخلها، کما يجدها ترکز على الجانب النظري،وتهملـغالبا ـ الجانب التطبيقي على النصوص التراثية التي حُکِم بفصاحتها والاحتجاج بها على اللغة؛ لذلک قصدت إلى کتابة هذا البحث في إطار منهج واضح وأدوات محددة لعلم "نحو النص" مطبقا ذلک على نصٍّ قرآني معجزٍ؛ وهو آيات سورة " الرحمن " (46 ـ 78 ) التي وصفت الجنان التي جعلها الله الکريم ـ عزوجل ـ جزاءً لمن خاف مقامه العظيم، ووَسَمْتُه بــ:(ممّا رآهُ الجَنان في جَنَّتي الرَّحمن(نظرية وتطبيق على نحو النص بين التليد والجديد). ومما دعاني إلى التطبيق على هذه الآيات بعينها انشغالٌ قلبيٌّ قديم يرجع إلى مراحل التعليم الأولى وحفظ کتاب الله الجليل؛ إذ کنت دائما أقف متأملا تلک المقارنة البديعة بين الجنات التي وصفها الله ـ عزوجل ـ في تلک السورة الجليلة، والمقارنة أداة بارزة من أدوات نحو النص.                   
وقد حاولت فيه الجمع بين ما وضعه علماء اللغة المحدثون من قواعدَ لعلم
 نحو النص وما يوجد من إشارات تدخل تحت إطار هذا العلم في تراثنا التليد؛ إذ

إن کل جديد لا بد له من تليدٍ يعود إليه، ويعتمد عليه .
وقد احتوى البحثَ المنهجُ التحليليُّ؛ فقد حللت الآيات في ضوء المعايير الموضوعة لـ" نحو النص" وسرت عليها مع العودة إلى ما ذکره المفسرون والنحويون قديما وحديثا حول تلک الآيات البينات .
وقد قام البحث على خطة عمادها: مقدمة، ومبحثان لکل منهما مطالب، وخاتمةٌ، وثَبَتٌ لأهم المصادر والمراجع، وفهرسٌ للمحتوى .
أما المقدمة فذکرت فيها أسباب البحث، ومنهجه، وخطته. وأما المبحثان فهما:
المبحث الأول ـ مفهوم نحو النص وبعض القضايا العالقة به: وفيه مطلبان
المطلب الأول ـ مفهوم نحو النص: وقد ذکرت فيه تعريف النحو وترتيب ماهيته قديما وحديثا، وتعريف النص، ثم تعريفا لمصطلح (نحو النص) مرکبًا .
المطلب الثاني ـ من نحو الجملة إلى نحو النص: وطرحت فيه قضية نحو الجملة ونحو النص،ورؤية المحدثين حولها مناقشًا بعض وجهات النظر في هذا الصدد .
المبحث الثاني ـ معايير نحو النص وأدواته مع التطبيق على آيات سورة الرحمن(46 ــ 78 ): وفيه سبعة مطالب:
المطلب الأول ـ معيار السبک وتطبيقه على الآيات البينات .
المطلب الثاني ـ معيار الحبک وتطبيقه على الآيات البينات .
المطلب الثالث ـ معيار القصدية وتطبيقه على الآيات البينات .
المطلب الرابع ـ معيار المقبولية وتطبيقه على الآيات البينات .
المطلب الخامس ـ معيار التناصِّية وتطبيقه على الآيات البينات .
المطلب السادس ـ معيار المقاميَّة وتطبيقه على الآيات البينات .
المطلب السابع ـ معيار الإعلامية وتطبيقه على الآيات البينات .
وکنت أحاول أن أذکر إسهامات القدماء في کل معيار حسب الاطلاع والطاقة. وأما الخاتمة ففيها أهم النتائج التي توصَّلتُ إليها،ثم جاءت المصادر والفهرس.
وأسأله ـ تعالى ـ أن يجعل عملي خالصا لوجهه الکريم، وأَنْ يسترني يَوْمَ الدِّينِ.
والحمد لله ربِّ العالمين
الباحث د/ علي نجار محمد حسن
 
 

الكلمات الرئيسية