تَأمُّلات بلاغية ونظرات نقدية في لامية المتنبي في مدح سيف الدولة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ البلاغة والنقد المساعد بکلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة جامعة الأزهروبکلية العلوم والآداب جامعة نجران .

المستخلص

مقدمة البحث
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، مالک يوم الدين، خالق الإنسان من سلالة من طين، ثم سوَّاه بشراً، وحباه بالعقل والشعور، فتبارک الله أحسن الخالقين
والصلاة والسلام على أفصح العرب وأکثرهم بلاغة بيد أنه من قريش، t وعن زوجاته وأصحابه ومن سار على دربهم إلى يوم الدين
أما بعد :-
فهذا بحث بعنوان : (تَأمُّلات بلاغية ونظرات نقدية في لامية المتنبي في مدح سيف الدولة)
وتتجلى أهمية البحث وأسباب اختياره في ما يأتي :
1)    کشف النقاب عن هذه القصيدة، وإماطة اللثام عن جمالياتها ، ونقدها نقدا مفصَّلا.
2)  الاستمتاع بمعايشة نص من نصوص المتنبي ،والذى طالما سمعت وقرأت عن رصانة ألفاظه، وقوة معانيه، وحسن ربطه بين الصور والأخيلة، وجمال أسلوبه ودقته وخياله الخصب وحسه المرهف، وشاعريته المتوهجة التي تقع على العديد من الصور الجمالية المعبرة والتي تترک أثرها في المتلقي.
هذا وقد جاء هذا البحث إجابة لعدة تساؤلات وحلا لمجموعة من المشکلات منها :
1)    کيف تعاونت الفنون البلاغية في إبراز المعنى الشعري للمتنبي في القصيدة؟
2)    ما هي أکثر الأساليب البلاغية شيوعا وأشدها وضوحا في القصيدة ؟
3)  کيف عرض المتنبي مشاعر التقدير والإعزاز والاحترام لسيف الدولة في قصيدته ،وما هي وسائله التعبيرية لتصوير ذلک ؟
4)    أي التراکيب الشعرية في أبيات القصيدة کانت أکثر نهوضا بالمعنى الم راد؟
5)  هل کان للصورة الفنية أثر واضح في المعاني الشعرية التي أتى بها المتنبي في لاميته،وهل کان بإمکانه الاستغناء عنها والاستعاضة عنها بالتعبيرات الحقيقية؟
6)    ما دور الموسيقى في تلک القصيدة ،وکيف تحققت ؟
وأهدف من وراء هذا البحث الأمور التالية :
1)  إثبات دور البلاغة العربية المهم في کشف النقاب وإماطة اللثام عن جماليات النص الأدبي؛ إذ يدعي أعداء البلاغة العربية : أن العصر الحديث بطبيعته لا تناسبه مثل هذه الوسائل البلاغية القديمة التي کانت تناسب عصور سابقة ، وستثبت هذه الدراسة بمشيئة الله أن البلاغة العربية لم تفقد وظيفتها ولا دورها المهم في إدراک سر الجمال التعبيري في کثير من الأعمال الأدبية القديمة والحديثة على السواء .
2)  التعرف على بلاغة المتنبي الشعرية، والوقوف على أبرز وسائله الأدائية، وصيغه التعبيرية،في قصيدة من أعظم قصائده قد مدح بها سيف الدولة؛ لإدراک الفرق بين أسلوبه في المدح وبين أسلوبه في غيره من الأغراض الأخرى .
3)  تأَمُل هذا النوع من الشعر (المدح ) ثم تذوقه ؛ إذ في هذا النوع مادة خصبة للبحث ، وفکر عالي جدير بالنظر والتأمل والدراسة المتأنية .
هذا وقد اقتضت الدراسة أن يکون تقسيم البحث کالتالي :
مقدمة ، تمهيد، فصلين ، خاتمة ، فهارس فنية
أما المقدمة  فقد ذکرت فيها: عنوان البحث ، وأهميته ،وأسباب اختياره، والهدف من ورائه ، وتقسيم الدراسة ، والمنهج الذي سرت عليه في هذا العمل ، وبعض الصعاب التي واجهتني ، وإشارة إلى بعض مراجع ومصادر البحث .
وأما التمهيد فقد ذکرت فيه سيرة المتنبي ، ونص القصيدة ومناسبتها .
وأما الفصل الأول ؛ فبعنوان :تأمُّلات بلاغية في القصيدة.
ويشتمل الفصل الأول على ثلاثة مباحث :
المبحث الأول : تأملات بلاغية في أبيات الغزل في القصيدة .
المبحث الثاني :تأملات بلاغية في أبيات المدح في القصيدة.
المبحث الثالث :تأملات بلاغية في أبيات الفخر في القصيدة .
وأما الفصل الثاني فبعنوان :نظرات نقدية  في القصيدة .
ويشتمل هذا الفصل على أربع مباحث :
المبحث الأول :العاطفة في  القصيدة .
المبحث الثاني : ألفاظ القصيدة وعباراتها .
المبحث الثالث الصورة الفنية في القصيدة .
المبحث الرابع :موسيقى القصيدة .
وأما الخاتمة ؛ فقد تحدثت فيها عن :النتائج المهمة التي توصلت إليها من خلال تلک الدراسة ،والتوصيات.
وأما الفهارس فقد شملت : فهرساً للمصادر والمراجع ، وفهرساً للموضوعات التي يشتمل عليها البحث .
وقد نهجت في هذا البحث منهجين :
أولا المنهج الوصفي .
ثانيا : المنهج التحليلي
هذا وقد واجهتني بعض العقبات في أثناء هذا البحث منها :
1)  شهرة المتنبي التي بلغت الآفاق ، فقد تناول أشعاره الکثير بالنقد والتحليل مما جعلني آخذ الوقت الطويل في قراءة معظم ما کتب عنه حتى يتسنى لي أن آتي بجديد .
2)  استغلاق بعض عبارات وألفاظ القصيدة مما جعل بعض أبيات هذه القصيدة غامضة صعبة وقد عکفت على دراستها دراسة تحليلية، واتکشف غوامضها ببطء وعلى مهل عن طريق المعاجم اللغوية حتى وصلت إلى بغيتي المنشودة وضالتي المفقودة .
3)   صعوبة التعرف على مراد الشاعر فى أبياته فکم أعيانى وأرهقنى التعرف على المعنى الذى يقصده الشاعرمن وراء ألفاظه وتراکيبه ، وقد بحثت وانتهيت من بحثى، ولم أدري أَما وصلت إليه هو مقصود الشاعر أم لا ؟ وصدق من قال المعنى فى بطن الشاعر .
وقد استقيت بحثي هذا من کتب اللغة والبلاغة والنقد ، وکتب الأعلام والترجمة .
والله أسأل أن يکون هذا العمل خالصًا لوجهه الکريم، وأن يجد قبولًا عند من يقرأه، وأن يغفر الله لي ذلاتي في حق نفسي، وفي حق الشاعر إن کنت قد قصرت، وهذا وارد لأنني بشر، والبشر من شأنه التقصير، وما توفيقي إلا بالله عليه توکلت وإليه أنيب.
دکتورة سحر مصطفى إبراهيم المُعنَّا
أستاذ البلاغة والنقد المساعد بکلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة جامعة الأزهر
وبکلية العلوم والآداب جامعة نجران
 
 

الكلمات الرئيسية