الخطاب الأدبى إلى الأبناء بين ثنائية الألم والأمل

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس الأدب والنقد فى کلية الدراسات الإسلامية والعربية بقنا

المستخلص

خير خفى ما تحمله شخصية الأديب من بذور – قليلة أو کثيرة – تحددها بيئة ومصادر تکوينه، وعلى قدر صلاح هذه البذور يکون إيناع النبات وثمرته.
وليس لأديب أنْ يغفل عوامل التأثير في شخصيته وسرد أدبه، سواء أکانت هذه العوامل داخلية نتجت عن جوه النَّفسى في أسرته ونشأته أم خارجية نتجت عن بيئته المحيطة.
وقارىء الأدب يلحظ أنَّ الأدباء يتحدثون عن هذه المؤثرات على أنَّها موضوعات في أدبهم، وهم حيالها بين من يفيض في الحديث عنها أو عن بعضها، وبين مَنْ يکون حظه منها التطواف.
ومن أهم هذه الموضوعات حديث الأدباء إلى فلذات أکبادهم وزهرات قلوبهم، وتصوير عواطف الأبوة والأمومة والبنوة أعمق العواطف الإنسانية، فقد يبر الأبناء الآباء ويتعاطف الأخوة ويتحاب الأزواج، ولکن حب الآباء لبنيهم فريد في صفائه ونقائه وعمقه، لأنَّه مُنَزَّه عن الهوى بعيد عن الغرض. غير منتظر جزاء .. سر کبير من أسرار الحياة، ولا شک أنَّ هذه العواطف الإنسانية التى يوغل أثرها في الحياة لها کبير أثر في الأدب، وهل الأدب إلا تصوير للحياة تبدو صورتها کاملة في مراياه.
وقد ألهمت عاطفة البنوة الأدباء خطابًا أدبيًا بديعًا سجله الشعر آنًا والنثر حينًا، فکما أنَّ من وحى البنوة کتبًا([1]) ووصايا ورسائل من وحيها أيضًا قصائد وأشعار، والأدباء في هذه الألوان بين من يکتب إلى أبنائه حزنًا وألمًا ورثاءًا، وهى المعانى محل دراسة الفصل الأول من هذه الدراسة في مبحثين، ومن يکتب إلى أبنائه فرحًا وأملاً ورجاءًا وهى المعانى محل دراسة الفصل الثانى من هذه الدراسة في مبحثين، وبين من اجتمعت له هذه المشاعر فکان خطابه إلى أبنائه خطرات نفس مزجت بين السعادة والألم في ثنائية تنهض هذه الدراسة أيضًا لرصدها وتحليلها، وذلک بمنهج تکاملى وتفسيرى يتطرق کثيرًا لبيان الانفعالات والعواطف التى أسهمت في جماليات النصوص مع تحليلها ودراستها من جهة الفن.
 

الكلمات الرئيسية