أثر الاقتراض اللغوي في العربية من خلال المقارنة بين ألفاظ الثياب الفصحى والدخيلة في لغة أهل مِصْر ( في العصر الحديث )

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ أصول اللغة المساعد في کلية اللغة العربية جامعة الأزهر بالمنصورة

المستخلص

الحمد لله حمدًا طيباً مبارکاً، والصلاة والسلام على أکرم مبعوث ، وخير هاد، وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعـد
فاللغة العربية ما عجزت يوماً عن تلبية حاجة المتلاغين بها- وإن شاء الله- لن يصيبها ذلک ما دام في أنحاء المعمورة أکثر من أربعمائة مليون من البشر يضعون يدهم على القرآن الکريم حين يقسمون ، ولن تقف جامدة في وجه التطور والتقدم ، ولقد أخافني وأفزعني ما لحظته في لغة أهل مِصْر الآن من کثرة الکلمات المقترضة من اللغات الأجنبية ففکرت في بحث ودراسة هذا الموضوع " أثر الاقتراض اللغوي في العربية من خلال الموازنة بين ألفاظ الثياب الفصحى والدخيلة في لغة أهل مِصْر "
وأقصد بالاقتراض هنا نقل اللفظ من اللغة الأعجمية إلى العربية بتغيير أو بدون تغيير في عصور الاحتجاج اللغوي أو بعدها، أي الاقتراض بمعنى أنه اسم جنس جامع لکل ما دخل العربية من غيرها من لغات أجنبية .
والواقع أنني عندما فکرت في دراسة هذه الظاهرة لم أکن أتصور أن المشکلة بهذا الحجم ، وکنت أطمع في الحصول على بضع کلمات ؛ لأن نطاق الدراسة محصور في مجال محدد وهو حقل " الثياب " فإذا بي ومن خلال التتبع لألفاظ هذا الحقل في لغة أهل مِصْر أصل إلى عدد کبير([1]) من الألفاظ
المقترضة فيه .

والحقيقة أن تقديم أية مشکلة لغوية تفرض على صاحبها عبئا ثقيلاً ، وتلزمه بالتروي لأن أمر اللغة ومباحثها ليس کأمر القضايا الأدبية – مرناً طيعاً – بل إن بحوث اللغة توشک أن تصبح في حيز الأرقام والرموز ، وهذه لا تدل إلَّا على علاقات محددة صارمة ، ومن العسير التوصل إلى هذا المستوى في البحث اللغوي إلَّا بعد جهد کبير .
وظاهرة الاقتراض اللغوي من الظواهر اللغوية الشائکة التي تعددت فيها الآراء، بل تعارضت في بعض الأحيان، وعلى ذلک فهي تستلزم في عرضها وفحصها والقضاء فيها إلى أدلة واضحة وحجج قاطعة ، وهذه الظاهرة تکلم فيها علماء اللغة القدماء والمحدثين ولکي أصل إلى الصواب فيها وضعت رأيهم موضع الفرض الذي يحتاج إلى الدليل لإثباته أو نفيه، ومن هنا استخدمت الأسلوب الإحصائي في اختبار تلک الفروض وذلک للتحقق من صحتها .
هذا البحث يتناول ألفاظ الثياب التي يستخدمها أهل مِصْر في الوقت الحاضر ولعلک ( أيها القارئ الکريم ) تلحظ معي نَـهْم المصريين الکبير في استخدام الألفاظ المقترضة في هذا المجال خاصة ما يتعلق بألْبِسة السيدات .
وهنا قمت بجمع ألفاظ هذا المجال وأعانني فيه الرجوع إلى بعض محلات الألبسة المشهورة للسؤال عن الجديد من ألفاظ هذا المجال واستعنت ببعض المعاجم التي أُلِفت فيه مثل المعجم المفصَّل بأسماء الملابس عند العرب للمستشرق الهولندي رينهارت دَوزَي ، والمعجم العربي لأسماء الملابس لـــ د/ رجب عبد الجواد ، وبعض الکتب المهتمة بدراسة الدخيل مثل الألفاظ الفارسية المعربة لآدي شير ، وشفاء الغليل فيما في کلام العرب من الدخيل للشهاب الخفاجي وغيرهما ، وبالنظر في هذه الکلمات ظهر لدى البحث أن بعضها عربي فصيح ، والبعض الآخر دخيل أو مقترض من اللغات الأجنبية .
ومن هنا قسم البحث ألفاظ هذا المجال في لغة أهل مِصْر إلى قسمين :
أ-  ألفاظ الثياب الفصحى في لغة أهل مِصْر .
ب- ألفاظ الثياب المقترضة أو الدخيلة في لغة أهل مِصْر .
ومن خلال نسبة الألفاظ الفصحى إلى الألفاظ المقترضة يصل البحث إلى الأحکام العامة وهي إظهار جوانب الإيجاب والسلب في الاقتراض اللغوي ، وکل هذه المقدمات تصل بنا إلى بيان أثر الاقتراض اللغوي في العربية بصفة عامة .
وآمل أن أکون بهذا البحث قد أضفت إضافة جديدة للمکتبة اللغوية أَسُد به ثغرة متواضعة خدمة للغة القرآن الکريم غير باخل في سبيل ذلک بالجهد والوقت والعافية ، والله من وراء القصد ، وهو ولي التوفيق ،
 
الباحث
 

الكلمات الرئيسية