موقف أبي جعفر الرعيني المتوفى سنة779هـ من النحويين في شرحه لألفية ابن معط

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس اللغويات فى کلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج

المستخلص

الحمد لله الذي أنزل الکتاب بلسان عربي مبين على أفصح العرب وخير الخلق أجمعين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد..
فقد غلب على التأليف في بعض مراحله طابع الإيجاز والاختصار ،فظهرت مؤلفات موجزة في علوم ومعارف شتى عرفت بالمتون، ولم يقتصر تصنيف المتون على النثر بل تعدى ذلک إلى النظم، فنظمت قواعد العربية في قصائد وأراجيز، ومن هذه المتون المنظومة ألفية ابن معط التي تعد أول ألفية متکاملة في النحو العربي.
وقد ذکر الرعيني أنها خلت من تعمقات النحويين التي يضعونها للاختبار والتمرين کمسائل الإخبار والأبنية([1])، يقول حاثا طلاب النحو على لزومها والاجتهاد في تحصيلها:





يا طالب النحو ذا اجتهاد




\


تسمو به في الورى وتحيا






إن شئت نيل المراد فاقصد




\


أرجـوزة للإمام يحيى







ويکفي في بيان قيمة هذه الألفية تلک الشروح التي تناولتها درسا وتحليلا ومناقشة على مر الأزمان ومختلف الأمصار،ومن تلک الشروح التي قرت بها عيون الباحثين شرح العلامة أبي جعفر الرعيني والذي جمع فيه ما تفرق من الفوائد وحوى ما تناثر من أقوال العلماء ومسائل الخلاف، ساعده على ذلک تأخر زمنه الذي أتاح له أن يضع خلاصة فوائد الشراح السابقين،فکان بحق أعظم تلک الشروح وأوفاها بحثا وأشملها استقصاء،بالإضافة إلى جودة عرضه للمسائل النحوية الواردة في الألفية من حيث التقسيم والتفصيل؛ ولذلک قال عنه ابن قاضي شهبة:"وعمل شرحا مطولا على ألفية الإمام يحيى أتى بما فيه النفوس تحيا"([2])
ولما کان شرحه کتابا مهما في المکتبة النحوية العربية ؛لما تميز به من عرض المسائل النحوية بطريقة جديدة استفاد فيها ممن سلفه من العلماء ممن اهتموا ببسط الحجج والأدلة بطريقة علمية منظمة فإنني آثرت أن أدرس موقفه من النحويين،وقد حصرت هذا الموقف في موقفه من البصريين والکوفيين إضافة إلى موقفه من صاحب الدرة "ابن معط" .
وقد اقتضت طبيعة الموضوع أن يتکون من مقدمة وتمهيد و ثلاثة فصول وخاتمة0
أما المقدمة فتحدثت فيها عن أسباب اختيار الموضوع وخطة البحث فيه.
وأما التمهيد فيتضمن أمرين:
الرعيني ،حياته وآثاره.
الثاني:شرح الرعيني قيمته وأثره .
وأما الفصل الأول فبعنوان :موقف الرعيني من البصريين والکوفيين، ويشتمل على مبحثين:
الأول:موافقة الرعيني للبصريين.
الثاني معارضة الرعيني للکوفيين.
وأما الفصل الثاني فبعنوان :موقف الرعيني من ابن معط، ويشتمل على مبحثين:
الأول:موافقته له.
الثاني:معارضته له.
وأما الخاتمة فتتضمن أهم نتائج البحث.
والله أرجو أن أکون قد وفقت فيما عزمت عليه ،وحسبي أنها خلاصة جهد جهيد ،فإن أصبت فذلک من فضل الله تعالى وکرمه ،وإن کانت الأخرى فعذري أن هذا مبلغ علمي وقصاري جهدي،ولا يکلف الله نفسا إلا وسعها.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
 
 

الكلمات الرئيسية