بلاغة التفصيل في تشبيهات امرئ القيس

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ البلاغة والنقد المساعد فى کلية اللغة العربية فى جرجا ـ جامعة ااـأزهر

المستخلص

الحمد لله الذي أنعم على الإنسان بنعمة البيان ،والصلاة والسلام على خير من نطق بالبيان فأجاد،سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الأطهار الأبرار.
                           وبعد...
 يمثل الشعر الجاهلي الرافد الأصيل للشعر العربي في عصوره المتعاقبة ، ويقف امرؤ القيس على قمة شعراء الطبقة الأولى في نظر کثير من النقاد القدامى والمحدثين، وقد حظي شعره بحظ وافر من الدراسة والبحث،غير أن "الکلام العالي لا ينقطع عطاؤه،وإذا لم تقع منه على شيء خفيّ أثار في نفسک فکرة نافعة"([1]).
 ويلحظ القارئ المتأمل في شعر امرئ القيس أن من أهم ما يميز شعره براعة الوصف، وجودة التشبيهات، فهو أحسن طبقته تشبيهاً([2])،وتتلاحق التشبيهات في شعره وتتدفق في صفوف متعاقبة ،وقد عقد لها ابن سلام فصلاً في طبقاته([3]).
 وقد لفت انتباهي استشهاد الإمام عبدالقاهر بأکثر من شاهد لامرئ القيس عند حديثه عن "التفصيل في التشبيه"؛ فقرأت ديوانه لتتبع ظاهرة التفصيل في تشبيهاته، ومن هنا وقع اختياري لدراسة هذه الظاهرة بلاغياً؛ رغبة مني في إثراء الدرس البلاغي التطبيقي.
 فهذه الدراسة لا تهدف إلى استقصاء تشبيهات امرئ القيس،بل هي تبحث عن خاصية فيها،وميزة تميز بها شعره، تتمثل في کثرة التفصيل في تشبيهاته، مما أکسبها بُعداً وغرابة تستوجب في إدراکها فکراً متأنيا، وعقلا واعيا.
  فتجلية هذه الظاهرة، والوقوف على أسرارها البيانية وأثرها في تصوير المعاني وإبرازها، وتبيان جمال التفصيل وروعته في تشبيهات امرئ القيس ،هي مهمة هذه الدراسة ، وذلک اعتماداً على تقسيم الإمام عبدالقاهر للتفصيل.
 وقد استوت هذه الدراسة على مقدمة ،وتمهيد ،وثلاثة مباحث ،وخاتمة.
فالمقدمة: ذکرت فيها منزلة شعر امرئ القيس ومکانته،وأهمية الموضوع وطبيعة هذه الدراسة،وخطة السيرفيها.
والتمهيد: ذکرت فيه نبذة مختصرة عن امرئ القيس ،وسمات شعره وخصائصه، ثم تحدثت عن التفصيل في التشبيه وصوره عند البلاغيين.
أما المباحث الثلاثة فقد تناولت فيها بالتحليل والشرح أوجه التفصيل وصوره في تشبيهات امرئ القيس:
المبحث الأول ـ التفصيل بإثبات بعض الصفات وترک بعضها.
المبحث الثاني ـ التُفصيل بالنظر من المشبَّه في أمور واعتبارها کلها في المشبّه به .
المبحث الثالث ـ التفصيل بالنظر إلى خاصة في بعض الجنس .
 وقد خلصت في الخاتمة إلى أهم النتائج ، وأتبعتها بذکر أهم المصادر والمراجع.
 وبعد ....فآمل أن يوفقني الله ـ عزّ وجلّ ـ في تجلية مظاهر جمال التفصيل في تشبيهات امرئ القيس ؛ لتکون إضافة لمکتبة الدرس البلاغي التطبيقي.
               وما توفيقي إلا بالله، منه المعونة والسداد.
 
                            وکتبه  د/ علي عبدالموجود نورالدين محمد
 
 

الكلمات الرئيسية