الموسيقى الداخلية فى شعر الشريف المرتضى

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس الأدب والنقد فى کلية اللغة العربية فى جرجا

المستخلص



الموسيقى الداخلية في شعر الشريف المرتضى (*)
تقدمة
الحمد لله رب العالمين بديع السماوات والأرض، جعل الأرض قرارًا، والسماء بناء وصورکم فأحسن صورکم فتبارک الله أحسن الخالقين، والصلاة والسلام على خير خلقه المبعوث رحمة للعالمين، الذى أُوتى جوامع الکلم، صلوات ربى وسلامه عليه، وعلى آله وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين....
أما بعد :
فالشعر يستمد قيمته من قدر الأثر الذى يبقيه في نفوس مُتَلقيه ، عندما يقدح شرارة العقل، ويتلمس حاجات النفس ، فإن له وقع السحر على متذوقيه ، ولعل الإيقاع ( الموسيقى الداخلية ) هو الأساس في ذلک ، بمعنى  أن شرط الشعر ينبع من اکتساب لغته إيقاعًا خاصًّا يرتکز عليه ارتکازًا أساسيًّا في بناء موسيقيته، " إذ إن المعنى لا يتحول من نثرى إلى شعرى مطلق إلا من خلال اشتغال بنية إيقاعية تسهم في إحداث هذا التحول الخطير في شکل اللغة ، وطاقاتها الدلالية وصولاً إلى التعبير عن الظلال الوجدانية للدلالات " ([1]) .
وأى خلخلة في هذا السياق الإيقاعى يصاحبه شرخ في شعرية القصيدة ، والذى يؤدى إلى اضطراب نظمها وقوانينها ([2]) .
وشعر الشريف المرتضى مفعم بإيقاعاته الصوتية ، وموسيقاه الداخلية نظرًا لخصوبته ، وتنوع مضامينه وأشکاله ، ووفرته الکمية مما جعله مادة صالحة للدرس، وبخاصة ظاهرة الإيقاع الصوتى في شعره ، التى لم تنل حظها الوافى من الدراسة والاهتمام .
لذا وجدتنى مدفوعًا إلى دراسة الموسيقى الداخلية في شعره ، وذلک لأن الإيقاع الموسيقى من أکثر الموضوعات الأدبية إثارة للجدل والنقاش ، وأقربها التصاقًا بالدرس الحديث الذى يتواءم مع ما تدعو إليه المذاهب النقدية التى تبرز أهمية الدراسة للإيقاع الشعرى في أنها تضع على بساط البحث ما لا يشک في جدواه من عناصر البناء الشعرى .
وقد حاول هذا البحث أن يحيل النظر بتأن وشمول في شعر الشريف المرتضى بحثًا عن موسيقاه الداخلية الخفية ، وقد استقام له ذلک من خلال ثلاثة مباحث يسبقها تمهيد ، وتعقبها خاتمة ، ثم ثبت بالمصادر والمراجع .
 
أما التمهيد : فوقف عند مفهوم الموسيقى الداخلية، ووظيفتها في البناء الشعرى ، وحُسن توظيف الشريف المرتضى لها في شعره .
وأما المبحث الأول : فجعلت عنوانه : " الموسيقى الداخلية للتکرار " وتحدثت فيه عن إيقاع التکرار في شعر الشريف المرتضى عبر أنواعه المختلفة ، من تکرار للحرف ، وتکرار للکلمات ، وتکرار للعبارات ، وتکرار للازمة ، وما يؤديه من قيمة صوتية عالية قادرة على إحداث التنغيم الصوتى داخل البناء الشعرى .
وأما المبحث الثانى : فجعلت عنوانه : " الموسيقى الداخلية للتدوير " وما يدل عليه من تواصل موسيقى البيت وامتدادها .
وأما المبحث الثالث : فجعلت عنوانه : " موسيقى المحسنات البديعية " وحضورها الفعال في تشکيل الإيقاع في شعره ، لما تحمله من قدرات صوتية متساوية ومتوازنة تعمل على جذب انتباه المتلقى .
ثم أنهيت الدراسة بخاتمة أودعتها أهم نتائج البحث ، وأتبعت الخاتمة بفهرس للمصادر والمراجع .
والله أسأل أن يجعل هذا العمل مقبولاً ، فإن أکن قد أصبت فذلک فضل من الله، وإن تکن الأخرى فلا يکلف الله نفسًا إلا وسعها ، وحسبى أننى اجتهدت وأخلصت النية ، ويبقى الکمال لله وحده ، وهو حسبى ونعم الوکيل .


 

الكلمات الرئيسية