شعر المرأة فى ديوان الحماسة دراسة وتحليل

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس الأدب والنقد في کلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج

المستخلص

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله ، أما بعد ... فتراث کل أمة هو رکيزة حضارتها، وجذورها الممتدة فى باطن التاريخ .
والبحث فى هذا التراث، واستنباط المضامين الفکرية والروحية والإنسانية هى مهمة الباحثين والدارسين للتراث الأدبى، ومن هذا التراث کتاب (ديوان الحماسة) لأبى تمام، ولکن لماذا شعر المرأة ؟ ولماذا ديوان الحماسة ؟
لعل الإجابة تکمن فى أسباب اختيار هذا الموضوع ودافعى إليه وهى کالآتى :
1 – ما حفل به التراث من أنماط مختلفة من الاختيارات والمجموعات الشعرية، والتى نُظر إليها على أنها مجاميع شعرية يرجع إليها الدارسون للتحقيق من رواية بيت أو شاهد لغوى، ولم يُنظر إليها على أنها باختياراتها وترتيبها ذات طابع أدبى وفکرى تثير کثيرًا من القضايا والرؤى والأطروحات .
2 – ما انتابنى من إحساس عند مطالعة نماذج أشعار المرأة فى ديوان الحماسة من أن هناک رؤية شمولية لإبداع المرأة ورصد معاناتها ومشاعرها، فهى أشعار ذات بُعد إنسانى خاص، تجاوز بها الجامع حدود التدوين والتجميع، فکلمة (ديوان) ذات دلالتين مختلفتين ولکن بينهما تکامل فهى فى الأولى تشير إلى العمل الإبداعى – خاصة الشعر – وفى الأخرى إلى نسق محدد فى الترتيب والتبويب .
3 – إن شهرة أبي تمام کانت مُنصبَّة على معرفة الناس به شاعراً مجيداً، في حين أنه لم يلتفت إليه الکثير على أنه جامع ومُبوِّب ، فهو فى ديوان الحماسة مختلف فى رؤيته لديوان الحماسة ، لم يشأ أن يعرض على الناس ما هو مشهور ومعروف ، ولکن أراد أن يضع بين أيديهم نماذج رائعة من الشعر العربى لشعراء کانوا مُقِلِّين أو مغمورين .
4 – إن أبا تمام اختار بعض نماذجه من أشعار النساء ، فکان أولاً فى هذا الاختيار حتى زمانه، فهو بما اختار من شعر المرأة ووضعه فى مؤلفه – ديوان الحماسة – صاحب رؤية خاصة ، وبُعد فنى ، ورسالة إنسانية يفتح أمامنا الباب لدراسته .
واستخدم البحث المنهج الفنى التحليلى الذى يعتمد على الخطوات التالية :
1 – تتبع شعر المرأة فى ديوان الحماسة ، واستقصاء النصوص .
2 – انتقاء النصوص ذات البعد الفنى والتى تخدم أغراض البحث وتقسيمه الموضوعى .
3 – تحليل النصوص تحليلاً فنيًّا من خلال الأبعاد النقدية والأدبية من الظواهر اللغوية الأسلوبية والتصوير الأدبى والموسيقى الشعرية .
الخطة :
اقتضت طبيعة البحث أن يقسم إلى مبحثين بعد المقدمة کالآتى:
المبحث الأول : المرأة والشعر ، ويتضمن الآتى :
الشعر الذى جاء على لسان المرأة بکل کياناتها الاجتماعية ، کالآتى : أولاً: الأم ، ثانيًا : الأخت ، ثالثًا : الزوجة ، رابعًا : الابنة ، خامسًا : الحبيبة ، مع بعض الملاحظات على تلک الأشعار وبعض السمات الخلقية فى هذا الشعر .
المبحث الثانى : الدراسة الفنية التحليلية ، وقد اشتملت على الآتى :
أولاً : الظواهر اللغوية والأسلوبية، بما تشتمل عليه من الألفاظ والتراکيب وعلاقتهما بالتجربة الشعرية والعاطفة، ثم الأسلوب وتنوعه بين الخبرى والإنشائى، والخطاب والغيبة، وکذلک من الظواهر مناسبة اللفظ للمعنى المراد، مع إبراز بعض الأساليب کأسلوب القصص أو الحکى واستخدام المثل أو الحکمة، وکذلک من الظواهر التضاد الفنى والتکرار ، مدعمة کل ذلک بنماذج توثق تلک النقاط وتبرز الرؤى النفسية وانعکاسها على العملية الإبداعية .
ثانيًا : التصوير الأدبى ووقفت فيه على تعريف الصورة وانقسامها من حيث الإطار العام إلى صور جزئية وصور کلية ، مع ذکر منابع الصورة الکلية من اللفظ الفصيح والخيال والعاطفة والشعور والموسيقى والنظم والتأليف ، وعناصرها مثل الحجم والشکل واللون ... وقد ذکرت نماذج لصور کلية تضافرت فيها کل المنابع والصور ، أما الصور الجزئية قد آثرت تقسيمها إلى : صور جزئية من البيئة ، وصور فيها طرافة ، وصور جزئية ساخرة .
ثالثًا : الموسيقى الشعرية ، وقد تحدثت فيها عن الموسيقى الخارجية المتمثلة فى الوزن والقافية ، ثم الموسيقى الداخلية والخفية ، ولها عدة صور منها : مناسبة اللفظ للمعنى ، والمحسنات البديعية ، والمشتقات ، وسهولة اللفظ وعذوبته .
وينتهى البحث بخاتمة تُبين ما توصل إليه البحث من نتائج .
ثم الفهارس .
والله الموفق والهادى إلى سواء السبيل .

الكلمات الرئيسية