الفروق الدََّلالية فى کتاب الکنز المدفون والفلک المشحون للإمام جلال الدين السيوطى المتوفى سنة 911هـ دراسة نظرية تطبيقية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس أصول اللغة بکلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسکندرية

المستخلص

الحمد لله الذى فضل بنى آدم على کثير ممن خلق تفضيلاً بما حباهم من التعقل والتدبر والعلم والعرفان، وميزهم به کذلک على جميع خلقه من حسن الانتفاع بالخبرة والاتعاظ بالعبرة وتفردهم بالذکر والتذکر وعظم التأثر فى سلوکهم الظاهرى والباطنى بالتجربة الحسية والروحية أو المادية والمعنوية، والصلاة والسلام على خير الأنام، وسيد ولد عدنان، إمام المرسلين وخاتم النبيين محمد النبى العربى، أفصح من نطق بالفصحى لغة القرآن، فأجاد وأبان، واستمال القلوب النافرة. والعرب کما تعنى بألفاظها فتصلحها وتهذبها، فإن المعانى أقوى عندها وأکرم عليها، وأفخم قدراً فى نفوسها، وتعد الفروق الدلالية بين الألفاظ من أهم القضايا التى تناولها علماء العربية الأول منذ بداية البحث اللغوى عند العرب، ويمکن أن نلمس ذلک بوضوح وجلاء عند علماء العربيـة القدماء کالخليل بن أحمد وسيبويه وابن جنى وغيرهم.
کما تنبه أبو هلال العسکرى إلى مثل هذه الفروق وصنف فيها کتاباً أطلق عليه « الفروق اللغوية »، وکذلک فعل أحمد بن فارس وقطرب حيث صنَّف کل منهما کتاباً أطلق عليه « الفرق »، کما صنف أبو البقاء الکفوى کتاباً فى الفروق الدلالية أطلق عليه « الکليات ».
کل هذا يدل على أن علماء العربية الأوائل قد اهتموا بفکرة الفروق الدلالية وبيان مدى أهميتها فى الدرس الدلالى مما يعود على اللغة العربية بالثراء والنماء.
لذا فقد عقدت العزم على اختيار هذه القضية الدلالية الممتعة، وقد اخترت کتاب « الکنز المدفون والفلک المشحون » للإمام جلال الدين السيوطى ليکون مجالاً للبحث والدراسة.
وقد اجتهدت بتوفيق من المولى U فى تصنيف الألفاظ التى تعد من قبيل الفروق الدلالية والتى أوردها السيوطى فى کتابه « الکنز المدفون والفلک المشحون » باعتبارات متعددة راجية توفيق المولى U، وألا  يکون التوفيق قد جانبنى فيما فعلت وذلک نظراً لأن السيوطى – رحمه الله – لم ينص على تلک الاعتبارات التى تعرف بها الفروق الدلالية بين تلک الألفاظ عند حديثه عنها.
وقد قسمت هذا البحث مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة وعدداً من الفهارس الفنية الکاشفة عما فى البحث.
أما المقدمة:
فقد ألقيت فيها الضوء على أسباب اختيارى للموضوع، ومدى أهميته فى الدرس الدلالى.
وأما الفصل الأول: فتحدثت فيه عن السيوطى کتابه الکنز وقسمته مبحثين:
المبحث الأول: عصر السيوطى وقد ألقيت فيه الضوء على الحالة السياسية،  والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفکرية لعصر السيوطى.
المبحث الثانى: وقد ألقيت فيه الضوء على شخصية السيوطى وتحدثت فيه عن نسبه ومولده، وأساتذته وشيوخه، ونتاجه العلمى وغير ذلک.
وأما الفصل الثانى: فهو بعنوان « دراسات نظرية حول الفروق الدلالية » وقد ألقيت فيه الضوء على مفهوم الفروق لغة واصطلاحاً، وأهميتها، ومدى اهتمام العلماء بها، کما ألقيت فيه الضوء على الطرق التى يعرف بها الفروق الدلالية بين الألفاظ.
وأما الفصل الثالث: فهو بعنوان« الدراسة التطبيقية من کتاب الکنز المدفون والفلک المشحون » وقد ألقيت فيه الضوء على الألفاظ التى أوردها السيوطى فى کتابه وقد اجتهدت فى تقسيمها باعتبارات متعددة، وقد قسمت الفصل خمسة مباحث:
المبحث الأول: الفرق بين اللفظين باعتبار العموم والخصوص.
المبحث الثانى: الفرق بين اللفظين باعتبار حال الشئ الذى يتعاقب عليه اللفظان.
المبحث الثالث: الفرق بين اللفظين باعتبار صفات معنى  کل لفظ.
المبحث الرابع: الفرق بين اللفظين من مادة واحدة باعتبار صيغة کل منهما.
المبحث الخامس: الفرق بين اللفظين باعتبار التقابل.
ثم الخاتمة: وهى عبارة عن تلخيص ونتائج للبحث.
ثم يليها الفهارس وهى:
فهرس الآيات القرآنية الکريمة.
فهرس الکتب.
فهرس الموضوعات.
هذا والله أسأل أن يوفقنى فى دراسة هذه القضية، خدمة للغة العربية، ولا أدعى الکمال فالکمال لله وحده، فإن کنت قد وفقت فمن الله وإن کانت الأخرى فإنه ليسعدنى أن أتلقى ما يدلنى على خطأ ويهدينى إلى صواب فيه. والأمر لله U من قبل ومن بعد فهو العاصم من الزلل والموفق للحق والهادى إلى الصواب، وصلى الله على محمد رسول الله وعلى جميع الأنبياء والمرلسين، وعلى آل محمد وصحبه أجمعين.
 
زينب زيادة دسوقى البغدادى
مدرس بقسم أصول اللغة
کلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسکندرية

الكلمات الرئيسية