تَفَاوتُ البَيان ِالقُرْآنيِ بَيْن َابن ِسِنَانِ الخَفَاجِي والقَاضِي البَاقِلَّانيِ (عَرْضٌ ودِرَاسَةٌ وتَحْرِيرٌ)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المشارک بجامعتيْ الأزهر و أمّ القرى (الکلية الجامعية بالقنفذة)

المستخلص

فقد قال جمعٌ من أهل العلم بتفاوت البيان القرآني ؛ تبعاً لاختلاف نظمه؛ ذلک لأنهم نظروا في القرآن الکريم؛ فرأوا فيه نظماً ؛لم يعتمد أکثر من التّعاطف ونسق الجمل، وآخر اعتمد الدّقة والتّفنُّن في التّصوير ؛ فقالوا: إنّ الأوّل أقلُّ بلاغةً من الثّاني، ومن العجيب الغريب أنَّ هذا الرأي  يکاد يلقى القبول من أکثر علماء البلاغة المتأخرين.
والحق أن هذا القول قد استوقفني کثيراً، وأزعم أنه يستوقف کلّ مسلمٍ، يؤمن بإعجاز القرآن الکريم ، ويعلم أنّ إعجازه، کان – ولا يزال- في بلاغته، ، التي يُوضع فيها کلُّ حرفٍ بحسابٍ دقيق، وکل کلمة بدقة متناهية، وکل جملة بميزان،بحيث لو نزعتَ منه کلمةً – بل حرفاً-، ثم  أدرت لسان العرب کلَّه ، لتبحث عن أخرى تسدّ مسدها ، فلن تجد.
کما أزعم  - أيضاً - أنّه يستوقف کُلّ متخصصٍ، تعامل مع القرآن عن قربٍ، ووقف على سمو بلاغته، وهو يدرک أنّ معنى قولهم: "هذه الآية أبلغ من تلک" ، أنّ الأبلغ قد رُوعيت فيه کلّ الاعتبارات المناسبة للمقام، وأنّ البليغة لم تُراعَ فيها کلّ الاعتبارات، وعدم مراعاة کلّ الاعتبارات، معناه عند البلاغيين عجز المتکلم - تعالى الله عن ذلک علوّاً کبيراً – عن الوفاء بحق المقام.
وما أفزعني، أنّني وجدتُ بعض المستشرقين، يحاول الطعن على القرآن المجيد، بوحي من هذا القول وبإشارة منه ، وإن لم يقصد القائلون به ذلک ؛ إذ وجدتُ أعجمياً، لا يکاد ينفک عن عجمته ،ولم  ينطلق لسانه في العربية انطلاق العاديين من أهلها، ولم يزل محکوماً للعجمة في نطقه وفهمه ، ومع ذلک يحاول هذا الدعيّ أن يتصدّر للحکم وإبداء الرأي في کتاب الله الکريم.

الكلمات الرئيسية