خطبة واصل بن عطاء التى جانب فيها حرف الراء دراسة بلاغية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المساعد في قسم البلاغة والنقد ـ جامعة الأزهر

المستخلص

فلما کان الشعر ديوان العرب ([1]) ، فإن شيخ البلاغيين الإمام عبد القاهر يرى أنَّ جوهر العمل البلاغي يتمثّل في تفقد الأبنية الشعرية ، ودراستها دراسة بلاغية تذوقية ...؛ وذلک لعظم منزلة الشعر في لغة العرب وبلاغتهم ، إذ هو " معدن البلاغة وعليه المعوّل فيها " ([2]) .إذا کان ذلک کذلک، فإن ذلک لا يغض من شأن النثر ودراسته دراسة بلاغية تذوقية تحليلية، لاسيما إذا نظرنا إلى القول القائل بأن  النثر أصل الکلام ، والنظم فرع عنه، والأصل أشرف من الفرع ، والفرع أنقص من الأصل ، لکن لکل واحد منهما زائنات وشائنات"([3]) والمقام لا يسع لذکر ما لکليهما، کما أن المقام ليس فى إبراز أيهما أفضل من الآخر.([4]) فإذا کان للشعر أبنية ولمحات وخيالات فللنثر مثل ذلک ، والبلاغة روح ينفخها صاحب النص فى نصه سواء أکان نصه شعراً أم نثرا.
والتراث العربى يموج بالآثار النثرية النادرة الدالة على ثرائه وأصالته وبلاغته ، وهى فى أمس  الحاجة إلى دراستها دراسة بلاغية تذوقية تحليلية .
وخطبة واصل بن عطاء ( 80- 131هـ) التى جانب فيها حرف الراء من هذه الآثار. 
والخطبة على بلاغتها وفصاحتها وجمال صياغتها جاءت خالية من حرف
 الراء ، وهو من أکثر الحروف دوراناً فى الکلام.

وقد نالت هذه الخطبة إعجاب الجميع واستحسانهم وعلى رأسهم الجاحظ
 فى بيانه .([5])

ومن الأسباب القوية فى اختيارى هذه الخطبة موضوعا للدراسة هي تلک المقدرة البيانية الفائقة لرجل لديه عيب فى نطق حرف الراء، ثم يخطب خطبة طويلة ارتجالية([6]) - دون سابق إعداد - ولا يأتى فيها بهذا الحرف.
هذا وقد درست هذه الخطبة فى بحث أدبى تحت عنوان : " خطبة واصل بن عطاء التى جانب فيها حرف الراء"([7]) ، وقد أفاد بحثى هذا منها.([8])
ولم يتناولها أحد - فيما أعلم - بالدراسة البلاغية .
هذا وقد اقتضت طبيعة البحث أن يکون فى مقدمة ، وتمهيد ، ومبحث واحد، وخاتمة.
أما المقدمة فقد ذکرت فيها أهمية الموضوع ، وسبب اختياره .
والتمهيد کان للحديث عن واصل وخطبته.
ثم المبحث الذى خصص للأساليب البلاغية فى الخطبة.
والخاتمة وفيها أهم النتائج التى توصل إليها البحث ، ثم المصادر والمراجع ، وفهرس البحث.
ولا شک أن هذا البحث فيه حسنات،مع أنه لم يخل من السيئات ، ومن فضل الله أنه أنزل قوله :{ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ }([9]) فآمل أن يحقق هذا البحث الغاية المنشودة منه ، أو أن يدنو منها على أقل تقدير، وأن يکون لبنة فى صرح الدرس البلاغى التطبيقى القائم على تحليل النص الأدبى العربى وتذوقه، فإن وفقت فلله الحمد من قبل ومن بعد، وإن تکن الأخرى فحسبى المحاولة ، والله ولى التوفيق ، فإنه نعم المولى ونعم النصير.
                                                        الباحث ...
 

الكلمات الرئيسية