من البلاغة النبوية فى أدعية الصلاة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الأزهر

المستخلص

الحمد لله رب العالمين الذى جعل الصلاة عماد الدين وجعلها صلة قوية بينه وبين عباده المؤمنين ، هى معراج الأرواح وروح الأشباح وقرة عيون المحبين ولذة أرواح الموحدين وبستان العابدين ولذة نفوس الخاشعين ومحک أحوال الصادقين وميزان أحوال السالکين ، والصلاة والسلام على النبى الأمين ورحمة الله للعالمين سيدنا محمد خاتم النبيين والمرسلين وعلى آله وصحابته الغر الميامين وسلم تسليمًا کثيرًا إلى يوم الدين ، وبعد يوم الدين ... أما بعد :
فمما لاشک فيه أن الصلاة من أعظم أرکان الدين بعد الشهادتين ، وهى أمر رب العالمين حيث قال فى کتابه الکريم فى أکثر من موضع : ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ﴾ ، وأثنى على المتقين ووصفهم بأنهم هم الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ، وهى الوصية الأخيرة للرسول الأمين r ، فقد وصَّى بها وهو فى آخر رمق له ، روى أنس ابن مالک - رضى الله عنه - قال : " کان آخر وصية رسول الله r وهو يغرغر بها فى صدره وما کان يفيض بها لسانه : الصلاة الصلاة اتقوا الله فيما ملکت أيمانکم " ([1]) ، والصلاة من أعظم مکفرات الذنوب ، وهى أحب الأعمال إلى الله تعالى ، فقد خرَّج البخارى ومسلم عن ابن مسعود قال : " سألت النبى r أى العمل أحب إلى الله قال الصلاة على وقتها ... الحديث " ([2]) .
والصلاة هى أفضل عبادات البدن ، وهى خير ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى فقد صحَّ عن النبى r أنه قال : " استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالکم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن " ([3]) ، والصلاة هى آخر ما يذهب من الإسلام ، وهى أول ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة ، وهى صلة بين العبد وربه ، وغير ذلک من الخصائص والفضائل التى تميزت بها الصلاة دون غيرها من العبادات ، والصلاة - کما هو معلوم - إنما هى أقوال وأفعال ، والأفعال فيها إنما هى القيام والرکوع والرفع منه والسجود والرفع منه ثم الجلوس ، ولکل فعل من هذه الأفعال أقواله الخاصة به والتى تقال فيه والتى تُسمَّى أدعية الصلاة وأذکارها .
 

الكلمات الرئيسية