(إذا) الشرطية وأنماطها التعبيرية دراســـــة بـــلاغـــيـــة في الصحيحين

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

مدرس البلاغة والنقد بکلية اللغة العربية فرع جامعة الأزهر بالزقازيق

المستخلص

فهذا بحث بعنوان: " إذا الشرطية وأنماطها التعبيرية دراسة بلاغية فى الصحيحين ". وإنه لمن أعظم دواعي الشرف والفخر أن يکون بحثي هذا في رحاب روضة الرسول - r - وهذا من فضل الله – تعالى – الذي لا طاقة لنا بحمده وشکره.
وبلاغة رسول الله - r - لا تحتاج إلى بيان أو تعريف بقدر ما تحتاج إلى فهم وتحليل وتفسير! فهي البلاغة الشريفة التي ولدت وترعرعت وأثمرت في أحضان البلاغة الأم: بلاغة القرآن الکريم. ﭛ  ﭜ   ﭝ  ﭞ  ﭟ  ﭠ  ﭡ  ﭢ    ﭣ   ﭤ    ([1]). والتي هي المثل الأعلى للبلاغة العربية، وإذا کان کلام الله هو البيان المعجز فإن کلام الرسول مستمد من مشکاة هذا البيان ، وإذا کان البلاغ صفة کل رسول فإن البلاغة هي السمة الغالبة على سنة رسولنا الکريم - r -.
وليس يخفى ما بذله الباحثون قديمًا وحديثًا فى مجال البلاغة النبوية إلا أنها لم توف إلى  تلک البلاغة الراقية المفعمة بالأسرار والدقائق واللطائف حقها من الدرس والتحليل ؛ لذا أردت أن أضيف بهذا البحث مثقال ذرة إلى تلک النفائس والدرر البلاغية ، وذلک من خلال دراسة وتحليل الأنماط التعبيرية لجملة (إذا) الشرطية في الصحيحين ، حيث وردت (إذا) الشرطية في مواضع کثيرة من الأحاديث النبوية وهذا ما شدني إلى دراستها واستنباط ما بها من أسرار.
ومن المعروف أن لـ(إذا) أهمية من بين أدوات الشرط ، حيث ترد في مواضع الشرط الواجب أي: الشرط اليقيني الذي لا بد أن يتحقق ، أما (إن) فإنها تکون في مواضع الشک والظن، قال الإمام عبد القاهر الجرجاني: " إن الجزم يکون في المعاني التي ليست بواجبة الوجود لما تقدم من أن موضوع المجازاة بـ " إن" التي هي أم الباب ، وأصله على أن يکون الفعل المجازى به مما يترجح بين أن يوجد وأن لا يوجد ، فأما ما کان واجب الوجود ، فلا يجوز " إن" ولا الأسماء الجازمة فيه ... وأما (إذا) فيجازى بها الواجب الوجود ، کقولک: إذا طلعت الشمس خرجت ، وفيما علم على الجملة أنه کائن." ([2]) ويقول الخطيب القزويني: " والأصل في إذا أن يکون الشرط فيها مقطوعًا بوقوعه." ([3]) 
هذا ومن خلال القراءة في الصحيحين تکشف لي أن جملة (إذا) الشرطية قد وردت في عدة أنماط تعبيرية تتفاوت ما بين الکثرة والقلة ، کان الغالب عليها الفعل الماضي ، وقليلاً ما يأتي بعدها الفعل المضارع ، حيث لم تدخل على الفعل المضارع إلا في موضعين اثنين في صحيح البخاري ، وفي موضع واحد في صحيح مسلم ، وقد لاحظ ابن هشام ذلک حين قال: " يکون الفعل بعدها ماضيًا کثيرًا ومضارعًا دون ذلک." ([4])
ومن ثمّ کان أشيع الأنماط ورودًا في الحديث هو مجيء جملتي الشرط وجوابه بلفظ الماضي ، ويليه مجيء جملة الشرط بلفظ الماضى وجوابه جملة طلبية ، وأقل الأنماط هو مجيء جملة الشرط بلفظ المضارع.
 

الكلمات الرئيسية