قضية تحريف النص القرآنى عند الشيعة (عرض ومناقشة)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

عميد کلية الدراسات الإسلامية بأسوان

المستخلص

إن الحمد لله ..نحمده ونستعينه ونستغفره .. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا .. من يهد الله فلا مضل له .. ومن يضلل فلا هادى له .. وأشهد ألاإله إلا الله وحده لاشريک له .. وأن محمداً عبده ورسوله ..وبعد:
فإن لعقيدة الشيعة فى الإمامة أکبر الأثر فى وضع أصولهم وتناولهم لکتاب الله U ، ولعل هذا الأثر کاف شاف فى مجال التفسير  ، فحيث لايوجد أثر لعقيدتهم فى الإمامة يصبح تفسيرهم کتفسير غيرهم ، وبقدر وجود هذا الأثر بقدر افتراقهم عمن سواهم . والشيعة ليسوا سواء ، فمنهم من ينهج منهجاً فيه شىء من الاعتدال والابتعاد عن الغلو، وصيانة کتاب الله تعالى من التحريف.ومنهم الغالى المفترى الذى حاول أن يؤيد عقيدته فى الإمامة بتحريف کتاب الله تعالى نصاً ومعنى
فغلاة الشيعة لم يکتفوا بالتأويلات الفاسدة ، ووضع الروايات الباطلة ، وإنما أقدموا على ماهو أشنع من هذا وأشد جرماً ، ذلک أنهم قالوا بتحريف القرآن الکريم ، وحذف اسم على tمنه فى أکثر من موضع !!.
واتهموا الصحابة بأنهم أسقطوا من القرآن بعض السور ، وکثير من الآيات التى أنزلت فى فضائل آل البيت والأمر باتباعهم ، والنهى عن مخالفتهم ، وإيجاب محبتهم ، وأسماء أعدائهم والطعن فيهم ولعنهم . ومن بين ماأسقطوه من القرآن أيضاً سورة (الولاية ) ، ويزعمون أنها سورة طويلة قد ذکر فيها فضائل آل البيت !!.والذى جرفهم إلى هذا عقيدتهم فى الإمامة ، وجعلهم إياها رکناً من أرکان الإيمان ([1]).
وفى بحثى هذا الذى عنونت له بـ :
" قضية تحريف النص القرآنى عند الشيعة ( عرض ومناقشة ) " .
 محاولة للکشف عن أبعاد  هذه القضية الشائکة التى تلصق بالشيعة ، وتحديد موقفهم من النص القرآنى .ولما کان البحث العلمى يقتضى من صاحبه التجرد من الهوى والعصبية ، وتوخى الموضوعية ، والاستقامة فى طلب الحق ، کان لزاماً علىَّ أن أسير فى بحثى هذا وفق هذه الضوابط ، وقواعد البحث العلمى الأصيل . لاسيما أن عصبية المذاهب تحول دون تحرى الحق فى مسائل الخلاف ، وتعمى عن الآثار السلبية التى تنجم عن الخلاف من تفرق وعداء . ولو زالت تلک العصبية ونبذها الجمهور لما ضرَّ المسلمين حينئذ ثبوت هذا القول أو ذاک ؛ لأنهم لاينظرون فيه حينئذ إلا بمرآة الانصاف والاعتبار ، فيحمدون المحقين ، ويستغفرون للمخطئين . وأسأل الله تعالى أن يلهمنى السداد والتوفيق فى بحثى هذا ، الذى أنشد فيه الحق والحقيقة ، فإن أصبت فلله الحمد فى الأولى والآخرة ، وإن کانت الأخرى ، فالحق أردت والخير قصدت ، وماتوفيقى إلا بالله عليه توکلت وإليه أنيب ، وصلى الله على البشير النذير ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
 
 

الكلمات الرئيسية