التلاؤم بين الإحسان وجزائه الأخروي في القرآن الکريم ومدى ملاءمة ذلک للسياق العام

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المدرس في قسم البلاغة والنقد في کلية اللغة العربية بالمنوفية

المستخلص

فهذه دراسة بلاغية موضوعها ( التلاؤم بين الإحسان وجزائه الأخروي في القرآن الکريم ومدى ملاءمة ذلک للسياق العام ) تقوم ببيان وعرض جزاء الإحسان في الآخرة ـ على تنوعه إجمالا وتفصيلا وقوة وضعفا ـ وطريقة نظم التعبير عن المثاب فيه ، ومدى ملاءمة ذلک للسياق...
ومن ثم فهي تهدف إلى الوقوف على أسباب اختلاف طريقة التعبير عن ثواب الإحسان في آية عنه في أخرى ، وتدرجه من القوي إلى الأقوى ثم الأکثر قوة...وهکذا،تبعا لاختلاف طريقة التعبير عن الإحسان في جانب المثاب (فعلا کان ـ کما في "للذين أحسنوا"،أو قيدا ـ کما في " جاء بالحسنة"،أو وصفا ـ کما في " المحسنين أو المحسنات" )؛ لما يعکسه البناء الترکيبي من أثر في نوع الثواب وطريقة التعبير عنه ؛ لأن لکلّ نظم دقيق معنى دقيقا ، ولکل نظم أدق معنى أدق = وتبعا لاختلاف السياق الذي وردت فيه ؛ لما له من دور لا يخفى في طريقة التعبير عن کل من المثاب والثواب ؛ إذ هو المرجع الرئيس في اختلاف التعبير في آية عنه في أخرى بعد المقصد من الکلام...,وإلا ما کان الاختلاف في أسلوب التعبير عن الثواب مع اختلاف السياقات للآيات التي تتماثل فيها طريقة التعبير عن الإحسان إن لم يکن للسياق العام دوره في ذلک ... ومن هنا رکّزت هذه الدراسة على شيئين :
طريقة نظم التعبير عن الإحسان والربط بينها وبين الثواب .. السياق العام ودوره في اصطفاء نظم خاص في التعبير عن الإحسان في جانب المثاب، وأثر ذلک في قوة الثواب , حيث إن ثواب الآخرة يأتي قويا في مواضع , وأقوى  في أخرى ، وأکثر وأعظم قوة في غيرهما..
ومن هنا کان لهذه الدراسة أهميتها في الوقوف على جانب من جوانب بلاغة القرآن الکريم وإعجازه , حيث يأتي فيه التعبير عن المعنى الخاص بطريقة خاصة , وعن المعنى الأخص بطريقة أخص منها .. وهکذا , وهذا ما نجده من خلال البحث في ثواب الآخرة المرتبط بالإحسان , حيث جاء التعبير عن ثوابه بطرق مختلفة تبعا لاختلاف السياق العام وطريقة نظم التعبير عن المحسنين والغرض الذي ذکر فيه هذا الثواب ...
وهذه البلاغة التي بلغت المنتهى,وهذا الإعجاز الذي بلغ الغاية هو ما دفعني إلى هذه الدراسة,لعلي أقف على قطرة من بحر بلاغة الإعجاز القرآني..وأؤدي بعض ما عليّ تجاه هذا الدين العظيم، وکتابه،ورسوله ..
وقد جاء هذا البحث في مقدمة وتمهيد وثلاثة مباحث وخاتمة وفهارس فنية .     
أما المقدمة فقد ذکرت فيها أهمية الموضوع وطريقة السير فيه .
وأما التمهيد فذکرت فيه معنى الإحسان ومنزلته من الدين , وطريقة التعبير عنه في القرآن الکريم .
المبحث الأول:التلاؤم بين الإحسان(فعلا) وجزائه الأخروي ومدى ملاءمة ذلک للسياق العام.
المبحث الثاني:التلاؤم بين الإحسان(قيدا) وجزائه الأخروي ومدى ملاءمة ذلک للسياق العام .
المبحث الثالث:التلاؤم بين الإحسان(وصفا) وجزائه الأخروي ومدى ملاءمة ذلک للسياق العام.
 أما الخاتمة فذکرت فيها أهم نتائج البحث, ثم ذيلت البحث بفهرس لأهم المصادر والمراجع التي أفدت منها فيه .
وأخيرا أدعو الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه , سائلا إياه سبحانه التجاوز عن الزّلّة بحسن النية، راجيا من أساتذتي الأجلاء وأهل العلم ممن قد يطالعون هذه الدراسة أن يلتمسوا لي العذر إن بدا تقصير، وحسبي ثواب المحاولة .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ... وصلى الله ـ تبارک وتعالى ـ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، في کل لمحة ونفس عدد ما وسعه علم الله العظيم ...                                  
 
                                                                           الباحث                                                                                                         
 

الكلمات الرئيسية