دُرَيْـــوِد عبد الله بن سليمان بن المنذر القرطبي (ت : 325 هـ) حياته وآراؤه النحوية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المساعد في قسم اللغويات في کلية اللغة العربية بجرجا – جامعة الأزهر

المستخلص

فدراسة الشخصيات الرائدة التي لها شأنها ومکانتها في النحو العربي، والتي شاءت الظروف بأن تعدو العوادي على کتبهم بفقدها، أو عدم ظهورها، تهدينا إلى معرفة آرائهم النحوية ومذاهبهم واتجاهاتهم.
وعبد الله بن سليمان بن المنذر الأندلسي القرطبي، المقلب بـ(دُرَيْوِد) من الأعلام الذين لهم شخصيتهم النحوية المتميزة، وآراؤه التي ذکرها النحاة متناثرة في کتبهم خير شاهد على ذلک.
وعلى الرغم من هذا، فهو شخصية يلفها الغموض، ويحيط بها الإبهام، ورغبة في إزاحة الغموض عنها، قمت محاولاً کشف النقاب عن هذه الشخصية، التي لم يرد الحديث عنها في کتب التراجم والطبقات إلا ما ندر على الرغم من کثرتها، وحتى في الکتب التي يرد ذکره فيها لا يتجاوز بعض الأسطر، وکل کتاب منها يردد ما ذکره الآخر، أو يزيد عليه شيئاً قليلاً، ونظراً لفقد کتابه الذي شرح فيه کتاب الکسائي، فقد اعتمدت في جمع آرائه على الکتب المطبوعة، هذه الآراء المتناثرة في بطون الکتب وأمهات المراجع، کارتشاف الضرب، والجنى الداني، وهمع الهوامع، حتى بدت شخصية الرجل النحوية، وظهرت معالمها، وبرزت مکانتها.
وإنما وقع اختياري على دراسة شخصية دُرَيْوِد وآرائه النحوية؛ لأنّه - في حدود علمي - لم أر بحثاً تناول هذا الرجل؛ لکشف أفکاره وآرائه النحوية، وقد عرض الباحث لرأي دُرَيْوِد من خلال آراء النحاة في المسألة الواحدة حتى يمکن الموازنة بين رأيه وآراء النحاة، وهل وافق جمهور النحاة أو خالفهم، أو وافق مذهباً من المذاهب، أو رأياً من الآراء، أو انفرد بهذا الرأي، إلى غير ذلک.
وعلى أيِّ حال، فقد کان دُرَيْوِد شديد الثقة بنفسه، يبدو ذلک من خلال آرائه التي انفرد بها، ولذا فمن الإنصاف ألاَّ نُغْمض أَعْينُنا عن عالم مثله، حتى نستطيع أن نتعرف على مکانة هؤلاء العلماء وعطائهم.
وقد اقتضت طبيعة البحث أن يأتي في: مقدمة، وفصلين، وخاتمة.
أمّا المقدمة: فقد ذکرت فيها بإيجاز سبب اختياري لتلک الشخصية.
وأمّا الفصل الأول: فقد جعلت عنوانه: عبد الله بن سليمان (دُرَيْوِد) حياته وآثاره، ويندرج تحته مبحثان:
المبحث الأول: عصر دُرَيْوِد، تحدثت فيه عن: الحالة السياسية في دولة بني أمية في الأندلس، والحالة العلمية: الحرکة النحوية واللغوية والتأليف الأدبي في هذه الفترة.
المبحث الثاني: حياة دُرَيْوِد، وتناول: اسمه ونسبه، لقبه، مولده ونشأته، نشاطه العلمي، شعره، مذهبه النحوي، وفاته.
الفصل الثاني: وکان موضع الحديث عن آرائه النحوية، التي جمعتها ورتبتها على حسب أبواب ألفية ابن مالک.
وقد قمت بوضع عنوان لکل مسألة، ومناقشتها، مع مقابلة رأيه بآراء العلماء، حتى يمکن الموازنة والحکم من خلال صورة متکاملة للمسألة النحوية التي هي موضع البحث، وقد بدا من خلالها مدى موافقته للنحاة أو مخالفته لهم.
ثُمّ الخاتمة: وقد سجلت فيها أهم نتائج البحث.
وأرجو من الله - تعالى - أن أکون قد جلوت الغموض الذي يکتنف شخصية لها مکانتها العلمية بين النحاة المتقدمين، وخاصة في الأندلس، وکشفت عن عقلية لم تنل حظها من الدراسة لدى الباحثين، وحاولت معالجة آرائه النحوية.
والله أسأل أن يلهمنا اتباع الحق، إنه على ما يشاء قدير.
                                                  الباحث
                                                  محمد خلف محمود عوض
 

الكلمات الرئيسية