الرد على الزمخشرى فى تخطئة القراء والرواة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

أستاذ اللغويات المساعد في کلية اللغة العربية بجرجا

المستخلص

فإن علم القراءات من العلوم التى ينبغى الاعتماد عليها فى دراسة العربية الفصحى – متواترها وشاذها – وذلک لأن القراء ثقة ، وهم من أفصح العرب ، والرواة عنهم ثقة ، فهم أوثق من غيرهم ،لورعهم وتقواهم ، وهم أکثر من غيرهم حرصاً على کتاب الله عز وجل ، ولهذا کان يجب أن يکون الاعتماد عليهم أولاً ثم الرجوع إلى ما قالته العرب ثانياً ، على عکس ما فعل الأوائل من النحاة واللغويين ، وخاصة نحاة البصرة ، فقد طاروا وراء أقوال العرب وأمثالهم وأشعارهم وأکثروا من الاستشهاد بالشعر سواء کان معروفاً قائله أو مجهولاً ، وقد يصطنعون بيتاً لمجاراة قاعدتهم ، ومع ذلک أمامهم من القراءات القرآنية متواترها وشاذها ما يغنى عن هذا کله .
ولذا لو أمعنا النظر فى القراءات لوجدنا ما يکفى لاطراد کثير من القواعد النحوية التى اعتبرها النحاة قليلة أو شاذة ولو أنهم فعلوا ذلک لنجوا هم وأمثالهم من الطعن فى القراءات وخاصة المتواتر منها ، والتى ثبت بما لا يدع مجالاً للشک أنها منقولة عن أفصح العرب قاطبة محمد r والتى امتلئت بها بعض کتب المعربين والمفسرين الذين نهجوا نهج البصريين ، والذين لا يجدون حرجاً فى تضعيف القراءات والطعن فى القراء اعتماداً على قياس اللغة وقواعد النحو تارة ، وعلى حجج عقلية تارة أخرى .
وهذه الحملة الآثمة کما يقول – شيخ مشيخنا – الشيخ محمد عبد الخالق عضيمة ([1]) – رحمه الله – أول من استفتح بابها وحمل لوائها نحاة البصرة المتقدمون ثم تابعهم غيرهم من اللغويين والمفسرين ومصنفى القراءات .
وقد شاء لى القدر أن أخوض مجال القراءات بأکثر من بحث علمى ، وکلهم والحمد لله لقوا ثناءً من إخوانى ومشايخى غفر الله لحيِّهم وميِّتهم ، وخلال بحثى فى هذه الموضوعات وقع نظرى على تفسير الکشاف لجار الله الزمخشرى – رحمه الله – فوجدته کثير الطعن فى القراءات متواترها وشاذها ، ورمى القراء والرواة عنهم بالغفلة ، وعدم الفهم ، وعدم حسن النقل ، وغير ذلک ، فأردت أن أتعقبه وأدرس ما قاله دراسة متأنية تبين ماله وما عليه ، فمکثت على قراءة الکشاف وجمعت ما فيه من قراءات عارضها الزمخشرى واعتکفت على دراستها ، وبيان وجه الضعف فيها من وجه نظر الزمخشرى ، ورددت عليه من خلال ما قاله الأفاضل من بعده ، وأضفت إليه ما أفاض الله علىَّ به من علم فى هذا المجال ، وسميتها " الرد على الزمخشرى فى تخطئة القراء والرواة " .
واقتضت طبيعة البحث أن يآتى فى ثلاثة مباحث ، تسبقهم مقدمة ، وتتبعهم خاتمة ، وفهرس لأهم المراجع ،وآخر لموضوعات البحث .
أما المقدمة : فتحدثت فيها عن أهمية الموضوع ، والدافع لاختياره ، والخطة التى اتبعتها.
أما المبحث الأول : فالتعريف بالإمام الزمخشرى ( حياته ونشأته ) وتحدثت فيه عن : نسبه ، ومولده ، وحياته ونشأته ، وشيوخه ، وتلاميذه ، وآثاره العلمية ، ووفاته ، واتجاهه النحوى ، وموقفه من القراءات القرآنية .
أما المبحث الثانى : فـــ " الردود النحوية " .
وأما المبحث الثالث : فــ " الردود الصرفية " .
وأما الخاتمة : فتحدثت فيها عن أهم النتائج التى توصلت إليها فى هذا البحث .
وأخيراً : ذيلت البحث بفهرس لأهم المراجع ،وآخر لموضوعات البحث .
واتبعت فى عرض هذا البحث المنهج التالى :-
1 – وضعت عنوناً لکل قراءة يتناسب مع موضوع الرد .
2 – ذکرت الآية التى وقعت فيها القراءة .
3 – أثبت القراءات القرآنية التى وردت فى الآية مبتدأ بقراءة الجمهور ما أمکن ، ثم اعتراض الزمخشرى .
4 – بينت وجه اعتراض الزمخشرى والرد على ذلک الاعتراض .
5 – خرجت القراءات القرآنية الواردة فى الآية من مظانها الأصلية ، مع عزو کل قراءة إلى القارئ بها .
6 – وجهت القراءات توجيهاً نحوياً وصرفياً ولغوياً مع ذکر بعض آراء المعربين والمفسرين والنحاة واللغويين .
7 – خرجت الأحاديث النبوية والآثار الواردة من کتب الصحاح، والمسانيد ، والسنن ، وغيرها من کتب الأحاديث .
8 – حققت الشواهد الشعرية ، والأرجاز الواردة فى البحث فذکرت بحر البيت وقائله ، والشاهد فيه ، وبعض مواضعه .
9 – وثقت الآراء التى جمعتها من کتب أصحابها وإلا فمن الکتب المتخصصة .
10 – رتبت موضوعات البحث حسب ترتيب ألفية ابن مالک فى النحو والصرف.
 

الكلمات الرئيسية